هل يواصل النفط هبوطه ويباع بالمجان؟

انخفضت أسعار النفط في الآونة الأخيرة بعد فشل منظمة أوبك وحلفائها وعلى رأسهم روسيا في التوصل إلى اتفاق حول تعزيز تخفيضات الإنتاج الحالية أو تمديد الاتفاق الحالي إلى ما بعد أبريل المقبل، وهو ما زاد المخاوف في الأسواق بتخمة المعروض النفطي بالتزامن مع انهيار اتفاق أوبك+.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم قرار المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاج النفط الخام ليتجاوز الطاقة القصوى، بما قد يصل إلى 12.3 مليون برميل يومياً، في التأثير سلبياً على أسعار النفط الخام، وبخاصة وأن زيادة الإنتاج السعودي يقابلها ضعف في الطلب العالمي على النفط الخام مع تصاعد المخاوف حول تداعيات فيروس الكورونا السلبية المحتملة على النمو الاقتصادي العالمي خلال العام الجاري، بما قد يؤدي إلى حدوث فائض بالمعروض النفطي في الأسواق.

جولدمان ساكس يعدل توقعاته لأسعار النفط

وأيضاً، عدل الخبراء لدى جولدمان ساكس توقعاتهم لأسعار النفط مجدداً لتصل إلى 20 دولار للبرميل، وبخاصة مع توقع انخفاض الطلب العالمي على النفط بنحو 8 مليون برميل يومياً.

وعلى الرغم من إعلان الإدارة الأمريكية بأنها ستستغل انخفاض أسعار النفط بشكل قوي لمليء مخزوناتها الاستراتيجية، إلا أن أقصى طلب على النفط لمليء مخزونات الولايات المتحدة من النفط قد يصل إلى 500 ألف برميل يومياً، وهذا لن يكون كافياً لدعم أسعار النفط أو امتصاص فائض المعروض النفطي في الأسواق خلال الربع الثاني من العام الجاري.

ارتفاع فائض المعروض النفطي يدعم استمرار هبوط الأسعار

ومع عدم قدرة الطلب على امتصاص المعروض النفطي، فإن الأسعار قد تواصل هبوطها بشكل قوي خلال الفترة المقبلة لتصل إلى ما دون 10 دولار للبرميل، وإذا لم يتجه منتجي النفط إلى خفض الأسعار فقد نشاهد المزيد من الهبوط لتباع أسعار النفط بالمجان، ولكن هذا السيناريو مستبعد تماماً، لأنه قد يؤدي إلى إفلاس الدول المنتجة للنفط الخام.