عاجل: الذهب يقف عند مفترق طرق… صعود مدوٍ أم انهيار صادم؟

الذهب يعود للواجهة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية

إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني​

مقدمة

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، عاد الذهب مجدداً إلى صدارة المشهد الاستثماري. وفي هذا التحليل الأسبوعي من برنامج “شفرة الذهب”، نسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين هذه التوترات وحركة أسعار المعدن الأصفر، ونقدم فرصة مدروسة للاستفادة من المرحلة الحالية.

التحليل الاقتصادي:

بيانات محورية تهدد استقرار الأسواق

خلال الأيام القادمة، تترقب الأسواق حزمة من البيانات الاقتصادية الهامة على الدولار الأمريكي والتي يتوقع أن تُحدث تحركات واسعة في أسعار الذهب. أبرز هذه البيانات تشمل:

تقرير مخزون النفط الأمريكي الخام.

قرار الفائدة الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي (FOMC).

المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، السيد جيروم باول.

بيانات معدلات الشكاوى من البطالة.

توقيت هذه البيانات الحساس يعزز احتمالية ارتفاع معدلات التذبذب في الأسواق، مما يجعل متابعة هذه الأحداث لحظة بلحظة أمراً ضرورياً لفهم الصورة الكاملة لحركة الذهب.

التحليل الجيوسياسي:

حالة من عدم اليقين في الشرق الأوسط

على الصعيد الجيوسياسي، تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التذبذب بين التصعيد ومحاولات التهدئة. تصريحات متضاربة حول إنهاء الصراعات تزيد من حالة عدم اليقين، وهو عامل لطالما كان داعماً رئيسياً لارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن في فترات الغموض الجيوسياسي.

التحليل الفني للذهب:

سيناريوهات قادمة

فنيًا، لا يزال الذهب يحافظ على تداولاته أعلى مستويات الدعم الرئيسية. أبرز المحطات الفنية تتمثل في:

استمرار الأسعار أعلى مستوى 3260 دولار للأونصة يعزز النظرة الإيجابية الصاعدة.

نجاح الأسعار في تخطي مستوى 3400 دولار وتأكيد الارتكاز أعلاه قد يفتح المجال أمام صعود يستهدف 3500 دولار و3600 دولارللأونصة.

كسر مستوى 3260 دولار هبوطاً قد ينذر بدخول الذهب في موجة تصحيحية أعمق.

فرصة الأسبوع:

توجهات للمستثمرين والمتداولين

بناءً على المعطيات الفنية والاقتصادية:

للمتداولين على المنصات: في حال اختراق مستوى 3410 دولار على فاصل 15 دقيقة، مع استيفاء شروط الاختراق الفنية، تتشكل فرصة شراء مستهدفة عند مستويات 3520 دولار و3600 دولار، مع وضع وقف خسارة أسفل 3440 دولار.

للمستثمرين في السبائك على المدى الطويل (7-10 سنوات): يُنصح بالشراء من المستويات الحالية دون الالتفات للتصحيحات المؤقتة، نظراً لطبيعة الذهب التاريخية في الاحتفاظ بالقيمة والتفوق في فترات الأزمات.

لمتداولي الكاش الفوري (الفيزيكال): طالما أن الأسعار تحافظ على تداولاتها فوق 3000 دولار للأونصة، تظل الفرصة الشرائية قائمة، مع أهمية إدارة السيولة وتقسيم مراكز الشراء وعدم التخلي عن المراكز إلا بكسر 3260 دولار نزولاً.

نصائح لحاملي الذهب والراغبين في البيع

لمن أكمل دورة حياته الاستثمارية: ينصح بجني الأرباح تدريجياً مع اقتراب الذهب من مستوياته التاريخية، وانتظار فرص شراء جديدة بأسعار أكثر ملاءمة.

لمن يبيع للضرورة: يفضل بيع الذهب بما يكفي لتلبية الحاجة المالية فقط، وعدم التفريط في ما تبقى إذا لم تكن هناك حاجة ملحة للسيولة.

خلاصة

الذهب يقف اليوم عند مفترق طرق حساس مدفوعاً بجملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتشابكة. الترقب لبيانات الفائدة وتصريحات الفيدرالي، إلى جانب استمرار التوترات الإقليمية، يضع المعدن الأصفر في مركز الاهتمام العالمي، سواء كفرصة استثمارية أو ملاذ آمن.
 

شاركنا رأيك

ما هي توقعاتك لحركة الذهب خلال الأسبوع الحالي في ظل المعطيات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة؟

هل تعتقد أن الذهب سيواصل مساره الصاعد مع صدور بيانات الفائدة وتصريحات الفيدرالي، أم أن الأسواق قد تشهد تصحيحات مفاجئة؟

نسعد بمشاركتكم آراءكم وتحليلاتكم وتجاربكم في التعليقات، فملاحظاتكم تساهم في إثراء النقاش وتعزيز الفائدة للجميع.