تباين السياسات النقدية للبنوك المركزية تتسبب في حيرة الأسواق

تترقب الأسواق تأثير السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى في العالم فيما تتسع الفجوة بين الاتجاهات والاجراءات التي يتخذها كل بنك فنجد أن البعض قد يتجه الى السياسات التشديدية بينما يسعى البعض لزيادة برامج التحفيز النقدي والبعض قدعلَق توجهاته الى حين مراقبة نمو الاقتصاد وتحسن المؤشرات الاقتصادية.

بنك أنجلترا

أبقى البنك المركزي البريطاني على السياسات النقدية ومعدلات الفائدة بالإضافة الى برنامج شراء الأصول عند ما قيمته 375 مليار جنيه إسترليني دون تغيير بينما أشار مارك كارني محافظ البنك في تصريحاته الأخيرة باقتراب موعد رفع الفائدة والذي من المتوقع أن يكون في ربيع 2015 والتي سوف يتم رفعها بشكل بطئ وتدريجي
ويتوقع معظم المستثمرين أن يتم رفع الفائدة في الربع الأول من العام القادم من مستوياتها التاريخية الحالية 0.5% (أقل معدل فائدة خلال 320 عام) في الوقت الذي أكد فيه كارني أنه لايوجد جدول زمني محدد لرفع الفائدة.

بنك اليابان

جاء اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك اليابان معلنة توقعات باستمرار تعافي الاقتصاد ومن المتوقع ارتفاع معدلات التضخم في ظل توقعات بأن تسجل أسعار المستهلكين ارتفاعًا بنسبة 1.25% لتواجه الضغوط الانكماشية التي سيطرت على الاقتصاد منذ أكثر من عقد وأن البنك سيواصل العمل بالتسهيلات النقدية الحالية للوصول إلى نسبة النمو المرجوة عند 2%
بينما جاءت تصريحات كورودا محافظ بنك اليابان بأن الربع الثاني من العام شهد ضعفًا بسبب رفع ضرائب المبيعات مشيرًا إلى أهمية تعافى الربع السنوي الثالث

الاحتياطي النيوزلاندي

ابقى البنك المركزي النيوزيلندي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية 3.50% لتبقى ضمن أعلى أسعار فائدة في الدول المتقدمة.
وجاءت تصريحات ويلر محافظ الاحتياطي النيوزلاندي مؤكدةً أن ارتفاع سعر النيوزلاندي أمام العملات الأخرى خاصًة الدولار الأمريكي امر غير مبرر والتي تدعم تصريحاته السابقة، وأشار ويلر إلى ارتفاع سعر صرف الدولار النيوزلندي بشكل مبالغ فيه بأعلى من قيمته الفعلية مما يشير الى استمرار رغبة المركزي النيوزلندي في رؤية مزيد من الضعف و التراجع لسعر صرف النيوزلاندي في السوق.

المركزي الأوروبي

أعلن دراجي محافظ المركزي الأوروبي بالأمس عن برنامج جديد لضخ السيولة في الاقتصاد الأوروبي وبرنامج لشراء الأصول قد تصل قيمته الى 500 مليار يورو أي 650 مليار دولار على مدار ثلاثة أعوام
خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية جديدة 0.05% من 0.15% بواقع 10 نقاط بعد أن تم تخفيضها بنفس القيمة مسبقًا من 0.25% الى 0.15% في يونيو وخفض سعر الفائدة على الودائع البنكية لليلة الواحدة لدى البنك المركزي الى -0.20% من -0.10% في محاولة جديدة لاجبار البنوك على الاحتفاظ بالسيولة بدلًا من ابقاءها آمنة لدى المركزي الأوروبي وخفض الفائدة على القروض الطارئة الى 0.30%.
الجدير بالذكر أن المركزي الأوروبي على استعداد الى الاستمرار في سلسلة إجراءات لدعم تعافي الاقتصاد الأوروبي وسط مخاوف من زيادة المخاطر الانكماشية خاصًة مع تباطؤ التضخم الى 0.3% خلال الشهر الماضي بأقل من مستهدف البنك المركزي بالقرب من 2%.