ثلاثة أسباب دعمت تراجع الاسترليني خلال تداولات اليوم

تخلى الجنيه الاسترليني عن مكاسبه التي سجلها في بداية تداولات اليوم، ليتراجع من أعلى مستوى جديد له على مدار ما يقرب من الشهر عند 1.5386 وصولاً إلى المستوى 1.5199، والذي يُعد أدنى مستوياته منذ السادس من الشهر الجاري.  على هذا النحو، يكون الاسترليني قد تراجع بما يقرب 190 نقطة مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات اليوم. جاء ذلك بعد أن تعرض الاسترليني للعديد من الضغوط والتي تمثلت في: 

أولاً، انزلاق معدل التضخم بالممكلة المتحدة مرة أخرى إلى النطاق السلبي خلال سبتمبر الماضي مسجلاً -0.1%، أسوأ من توقعات الأسواق التي استقرت على النسبة 0.0%. كما تراجع معدل التضخم بقيمته الأساسية ليسجل 1.0% خلال نفس الفترة، أدنى من التوقعات عند 1.1%. هذا فضلاً عن التراجع المستمر في أسعار التجزئة وأسعار المنازل. الأمر الذي عمل على زعزعة ثقة الأسواق في قدرة الاقتصاد البريطاني على تخطي الأزمة دافعاً بتوقعات رفع الفائدة بعيداً عن الأذهان، وخاصة خلال الفترة الراهنة. 

ثانياً، النبرة شبه التشاؤمية التي تبناها العضو الجديد للجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، جيرتاج فيليجيه،في تصريحاته الأولى خلال اليوم. فعلى الرغم من تأكيده على أن المجال لايزال مفتوحاً أمام رفع الفائدة، إلا أنه أكد على ضرورة إتخاذ بنك إنجلترا الوقت اللازم لتقييم الأوضاع الاقتصادية قبل الحكم ما إذا كان من الملائم أن يتم رفع الفائدة، زيادة حجم برنامج مشتريات الأصول، أو حتى الاعتراف بأن السياسة التسهيلية لم تعد فعالة كما كانت. 

فيلجيه: استمرار تراجع النمو العالمي يمثل تهديداً للمملكة المتحدة

ثالثاً، تخلي "إيان مكافرتي"، والذي يُعرف بتأييده الواضح لقرار رفع الفائدة، عن رؤيته الإيجابية. فقد أشار إلى تزايد حالة الغموض مؤكداً على ضرورة رفع الفائدة بنحوٍ تدريجي. كما صرح بأنه على الجانب الأخر قد يلجأ بنك إنجلترا إلى خفض الفائدة بدلاً من رفعها في حال تطلب الأمر. 

مكافرتي: أرغب في أن نصل بمعدلات الفائدة إلى مستوى بحيث يمكن خفضها مجدداً

 من خلال الرسم التالي، نرى مدى التراجع الذي شهده زوج الاسترليني دولار عقب سلبية البيانات البريطانية، قبل أن يحاول إظهار بعض التعافي وصولاً إلى المستوى 1.5246 في الوقت الراهن.