السيناريو المتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية

السيناريو المتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية

تترقب الأسواق صدور بيانات التوظيف الأمريكية غدًا بأكثر من أي وقت مضى لأنها سوف تحدد ملامح توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي يخيم عليها حالة من الغموض في الوقت الحالي عقب التطورات العالمية الأخيرة والتي من أهمها مستجدات الوضع في الصين.

ويلاحظ أن الأسواق قد اعتادت أن ترى المؤشر أعلى المستوى 200 ألف هذا العام مع قوة التعافي الاقتصادي الأمريكي إلا أن هذه المرة قد تختلف عن المرات السابقة حيث أنه بالنظر إلى الدورات الاقتصادية السابقة منذ عام 2007 نلاحظ أن المؤشر لم يصعد أعلى هذا المستوى خلال شهر أغسطس إلا في عام 2009  بالإضافة إلى أن معظم المواطنين يقضون عطلاتهم في فصل الصيف ولهذا في حال صدق هذا السيناريو فمن المتوقع أن يكون ذلك مخيبًا جدًا للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والأسواق وتحطم آمال رفع الفائدة في وقت قريب حيث أن بيانات سوق العمل تحد من إحدى الركائز التي يعتمد عليها الفيدرالي في اتخاذ قرار الفائدة.

وتشير توقعات الأسواق إلى ارتفاع المؤشر بمقدار 5 ألاف ليصل إلى 220 ألف وتراجع معدلات البطالة من 5.3 إلى 5.2% لتقترب من النسبة المستهدفة للفيدرالي الأمريكي عند 5% مع استقرار معدلات الأجور على أساس شهري عند 0.2%.

جدير بالذكر  أن البيان السابق أشار إلى أن أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد رغبوا في رؤية بعض التحسن في سوق العمل  قبل رفع الفائدة. ولكن كلمة "بعض" غامضة ولا تدل على مدى التحسن المطلوب ويلاحظ أن متوسط إضافة الوظائف سجل 211 ألف وتراجعت معدلات البطالة بنسبة 0.4% هذا العام وفي حال استقرار هذه القراءات فسوف يبث ذلك الثقة في نفوس الأعضاء خلال اجتماعهم المنعقد يومي 16 و 17 سبتمبر. 

بالرغم من وجود توقعات كثيرة بتراجع البيانات خلال شهر أغسطس دون المستوى 200 ألف إلا أنه عادة ما يتم مراجعتها على نحو مرتفع خلال الشهر التالي ولهذا لا يجب الحكم على سوق العمل ككل من خلال هذه القراءة فقط.

 

وفي السياق ذاته، سوف يتابع المتداولون أيضًا بيانات الأجور حيث أعرب الأعضاء من قبل عن قلقهم من ضعف زيادة الأجور التي سجلت 1.8% على أساس سنوي خلال شهر يوليو مقابل النسبة السابقة عند 2% في مايو.

وعلى صعيد آخر، سوف يلعب تراجع أسعار النفط دورًا هامًا في تحديد قوة سوق العمل فقد أشارت التقارير الصادرة عن وزارة العمل تراجع الوظائف بقطاع النفط بمقدار 7.700 وظيفة منذ شهر أكتوبر الماضي ولكن بالرغم من تلك الآثار السلبية إلا أنها دعمت القطاع التصنيعي وقطاع البناء.

 

هذا، وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي اليوم وتراجع اليورو مدعومًا بترك الباب مفتوحًا أمام اتخاذ المزيد من القرارات التسهيلية إذا لزم الأمر وخفض توقعات التضخم مما سوف يزيد من اختلاف توجهات السياسة النقدية بين المركزي الأوروبي والفيدرالي الأمريكي الذي يتجه لتشديد السياسة النقدية وزيادة الضغوط على اليورو دولار ولهذا تنتقل الكرة في ملعب الدولار الذي ما إذا تلقى دعمًا من بيانات التوظيف سوف نرى اليورو دولار عند مستويات أكثر انخفاضًا ولهذا سوف نوافيكم بفرص تداول أزواج الدولار قبل صدور البيانات، تابعونا.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image