نقاط هامة ننصحكم بالتركيز عليها خلال المؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي اليوم

نقاط هامة ننصحكم بالتركيز عليها خلال المؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي اليوم

يشكل المؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي أحد الأحداث الاقتصادية الهامة التي تترقبها الأسواق بشغف للاستدلال على مسار النشاط الاقتصادي داخل منطقة اليورو بأكملها. هذا، ومع التقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق مؤخراً، بالتزامن مع هبوط أسعار النفط مجدداً، ازداد اهتمام الأسواق بتحركات البنوك المركزية الكبرى في العالم لرؤية مدى استجابتها للتطورات الأخيرة. كانت معدلات التضخم بمنطقة اليورو قد سجلت نسبة 0.2% على أساس سنوي خلال أغسطس الماضي، أدنى بكثير من هدف المركزي الأوروبي والذي يستقر عند 2%. الأمر الذي عمل على تزايد المخاوف بشأن تأثير التقلبات الأخيرة وهبوط أسعار النفط على معدلات التضخم بالمنطقة بنحوٍ أكثر سلبية خلال الفترة المقبلة. جدير بالذكر أن المركزي الأوروبي يواصل عمليات شراء السندات الحكومية ضمن إطار برنامج التيسير النقدي المُفعل بالمنطقة منذ مارس الماضي بمقدار 60 مليار يورو شهرياً. وقد تشتت الآراء حول إمكانية إنهاء البرنامج قبل الإطار الزمني المحدد له، إلا أنه في ظل الأوضاع الأخيرة فقد بدا هذا الأمر مستبعداً على الأقل خلال هذا العام. فمن المتوقع أن يُبقي المركزي الأوروبي على سياسته الراهنة مستعيناً بالتعافي الذي أظهره الاقتصاد الأوروبي منذ الدبء في تسهيل السياسة النقدية.

ولكن يظل هناك بعض النقاط الهامة التي يجب التركيز عليها خلال المؤتمر الصحفي خاصة مع التطورات الأخيرة وهي تتمثل في:

 

  • الإطار العام للمؤتمر. فقد استحوذت الأزمة اليونانية على مسار المؤتمر الصحفي الأخير. ولكن مع هدوء حدة النزاع بين كلٍ من الجانب اليوناني والدول الدائنة، فمن المُرجح أن ينصب حديث دراجي بشكل كبير على الأزمة الصينية الأخيرة وهبوط أسواق السلع العالمية، مما قد يدفع معدلات التضخم إلى الاستقرار قرابة الصفر خلال الشهور القادمة.

 

  • رؤية أعضاء البنك للوضع الاقتصادي خلال الفترة المقبلة. عادة ما يتم الإعلان عن التطلعات الاقتصادية في نهاية المؤتمر الصحفي. كانت توقعات البنك قد استقرت في السابق على أن تسجل معدلات التضخم نسبة 1.8% خلال العام 2017، ففي حال تم خفض توقعات التضخم مرة أخرى وخاصة في ظل الاوضاع الراهنة، فقد يتعرض المركزي الأوروبي لبعض الضغط من أجل إتخاذ المزيد من الإجراءات لمواجهة الضعف الاقتصادي.

 

  • الإشارة إلى مزيداً من التدابير التسهيلية. كان دراجي قد أكد خلال المؤتمر الأخير بأن المخاطر على التضخم قد بدأت في التلاشي، ولكن المركزي الأوروبي مازال على استعداد للتحرك في حال تزايدت المخاطر على النمو الاقتصادي مرة أخرى. ومع وضع التطورات الأخيرة في الاعتبار، فقد نرى المركزي الأوروبي يحاول التصدي لتلك المخاطر عن طريق الإعلان عن مد فترة برنامج التيسير إلى ما بعد سبتمبر 2016، أو عن طريق زيادة حجم البرنامج عن 60 مليار شهرياً.

 

  • تحركات اليورو مؤخراً. تسبب برنامج التيسير النقدي الذي أعلنه المركزي الأوروبي في ضعف قيمة اليورو مؤخراً، وهو أمر إيجابي لتحفيز الصادرات ومعدلات التضخم. فبعد الإعلان عن التيسير النقدي هبط اليورو إلى 1.05 أمام الدولار الامريكي بعد أن وصل إلى 1.31 خلال سبتمبر الماضي. جدير بالذكر أن الأزمة الصينية الأخيرة قد دعمت اليورو الذي ارتفع إلى 1.16 قبل أن يتراجع مرة أخرى في الوقت الحالي عند 1.12. وبصرف النظر عن تطورات الأسواق الأخيرة، فإن اليورو يتعرض للكثير من الضغوط بالفعل وخاصة أمام الدولار في ظل تباين توجهات السياسة النقدية بين كل من المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الذي يقترب أكثر فأكثر نحو تشديد السياسة النقدية.

 

  • المصير اليوناني. على الرغم من أن حدة الأزمة اليونانية قد هدأت مؤخراً كما ذكرنا، إلا أن استقالة الحكومة والاستعداد لإجراء إنتخابات جديدة في العشرين من سبتمبر الجاري، فقد نرى اليونان تنزلق إلى أزمة أخرى والتي قد تكون سياسية تلك المرة. ومن الجيد أن نرى دراجي يتطرق إلى مصير الأزمة اليونانية خلال مؤتمر اليوم. 

 

هذا وننصحكم أيضاً بالإطلاع على: 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image