السيناريو المتوقع لبيانات التوظيف مساء اليوم وتأثيرها على الدولار النيوزلندي

الأسواق اليوم في انتظار صدور بيانات التوظيف النيوزلندية والتي تُعد مؤشراً جيداً على مدى تحسن أو ضعف النشاط الاقتصادي بالبلاد. كان سوق العمل النيوزلندي قد تمكن من الاحتفاظ بقدر كبير من قوته وتماسكه طوال الفترة الأخيرة الماضية على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة بشكل شبه مستمر.

هذا، ومن المقرر أن يقوم مكتب الإحصاء النيوزلندي بإصدار بيانات التوظيف للربع الثاني من العام خلال الساعات الأخيرة من مساء اليوم، حيث من المتوقع أن تتراجع معدلات التوظيف خلال تلك الفترة إلى نسبة 0.5%، لتسجل بذلك تراجعاً للربع الثاني على التوالي بعدما تراجعت بشكل قوي من 1.2% إلى 0.7% خلال الربع الأول من العام الجاري. كما هو متوقع أن يرتفع معدل البطالة من نسبة 5.8% إلى 5.9% خلال نفس الفترة، بعد أن سجل ارتفاعاً خلال الربع الأول من العام الجاري والربع الأخير من العام الماضي إلى النسب 5.8% و 5.7% على التوالي.

وقد أشارت توقعات الأسواق إلى أن معدل المشاركة قد يصل قرابة 70% نظراً لاستمرار وتيرة نمو معدلات التوظيف داخل نيوزلندا التي استقلتها منذ منتصف العام 2013. وفي حال استمرت بيانات التوظيف في التحسن وصولاً إلى نسبة 0.6%، فإن ذلك يشير إلى أن معدلات التوظيف على أساس سنوي قد تتفوق على نظيراتها خلال العام السابق بنسبة 3.5%. جدير بالذكر أن المعدل السنوي الحالي لمعدلات التوظيف هو ضِعف المتوسط على مدار الـ 15 سنة الماضية.

حتى وإن أظهرت البيانات المرتقبة تباطؤ وتيرة تحسن سوق العمل خلال الربع الثاني مما قد يؤدي إلى خفض التطلعات خلال الفترة المقبلة، فمع ذلك قد يتمكن سوق العمل النيوزلندي من الاحتفاظ بقدر كبير من قوته. على الجانب الأخر، فإن مزيداً من ارتفاع معدلات البطالة، مما يخالف توقعات الاحتياطي النيوزلندي، قد يدفع البنك إلى اللجوء إلى المزيد من خفض معدلات الفائدة خلال الفترة القادمة.

أما في حال صدقت توقعات الأسواق بشأن تباطؤ معدلات التوظيف في ظل تزايد نسب المشاركة، فقد نرى معدلات البطالة ترتفع ربما إلى نسبة 6.0% للمرة الأولى منذ الربع الأول من العام الماضي.

هذا، وقد أشارت بعض الآراء إلى أن الوتيرة البطيئة لمعدلات الأجور مثيرة للتساؤل خاصة مع تحسن الاقتصاد وسوق العمل النيوزلندي بنسبة تتخطى 3% سنوياً. على الرغم من أن معدلات الأجور تبدو ضعيفة، إلا أنه بالنظر إلى الوضع الراهن واستقرار معدلات التضخم قرابة الصفر، نرى أن معدلات الأجور الحالية تبدو جيدة.

في النهاية، في الوقت الذي قد يجذب فيه ارتفاع معدلات البطالة نظر الأسواق، إلا أن هناك بعض المؤشرات الأخرى التي ستقوم الأسواق بمراقبتها بنحو دقيق للاستدلال على الصورة الكاملة لوضع سوق العمل داخل نيوزلندا مثل مؤشر تكاليف العمالة ومتوسط الدخل في الساعة. 

على صعيد أخر، فقد واصل الدولار النيوزلندي اتجاهه الهابط أمام نظيره الأمريكي خلال تداولات اليوم في انتظار تلقي بعض الدعم من بيانات التوظيف اليوم. بذلك يستكمل الاتجاه العام الهابط الذي استقله منذ منتصف العام الماضي تقريباً. هذا، ويجري تداول زوج النيوزلندي دولار في الوقت الحالي عند 0.6534، قرابة أدنى مستوياته على مدار أكثر من ستة أعوام عند 0.6496، كما هو موضح لكم خلال ارسم البياني التالي. وفي حال تحسن البيانات، مما يشير إلى تحسن الوضع الاقتصادي داخل البلاد وبذلك لن يكون هناك حاجة لمزيداً من خفض معدلات الفائدة، فقد نرى الدولار النيوزلندي يتلقى دعماً خلال التداولات، والعكس في حال أظهرت البيانات مزيداً من التباطؤ في وتيرة التعافي.