عشر استراتيجيات للتحكم في الشعوب

عشر استراتيجيات للتحكم في الشعوب

نعوم تشومسكي هو أستاذ وفيلسوف أمريكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي، ولد نعوم في 7 ديسمبر عام 1928 ليبلغ من العمر 87 عامًا . هذا وقد ألف أكثر من 100 كتاب أغلبهم كان من الحروب والسياسة ووسائل الإعلام . والجدير بالذكر من الأمور التي ركز عليها نعوم في حياته تحليله لوسائل الإعلام وكيف يمكن لها أن تؤثر بشكل أساسي على توجه المجتمع بأكمله، ومن أهم مقالاته عشر استراتيجيات أساسية للتحكم في الشعوب من خلال وسائل الإعلام، وسنعرض فيما يلي تلك الاستراتيجيات :

1- استراتيجية التدرج :

لكي يتقبل الشعب القوانين الجديدة التي تصدرها الحكومات يجب أن تأتي تلك التشريعات بطريقة تدريجية، فقد أثبتت الدراسات أنه لكي يتم قبول إجراء غير مقبول يكفي أن يتم تطبيقه تدريجيًا على فترة تدوم من عام إلى عشرة أعوام وبالفعل قد تم اعتماد تلك الطريقة لفرض رواتب لا تضمن الحياة الكريمة لأفراد المجتمع بين الثمانيات والتسعينات وارتفاع نسبة البطالة وارتفاع الأسعار وهي في النهاية تغييرات كانت ستؤدي إلى حدوث ثورات في العالم كله لو تم تطبيقها مرة واحدة .

2- ابتكر المشاكل ثم أجد حلولاً :

 هذه الطريقة يتم تطبيقها بالفعل في معظم دول العالم وهو أن تقوم الدولة بخلق مشكلة كبيرة تهدد المجتمع كله لتثير رد فعل معين من قبل الشعب، ومن ثَم يقوموا في النهاية بمطالبة الدولة بالإجراء الذين كانوا يعارضونه في النهاية، وقد مثل نعوم تلك الاستراتيجية بقيام الدولة بنشر الذعر والارهاب في المجتمع حتى ييأس شعبها في النهاية ويطالبوا بقوانين أمنية حتى لو على حساب حريتهم، أو خلق أزمات مالية ليتم تقبل المجتمع بتراجع حقوقهم الاجتماعية البسيطة .

3- استراتيجية الإلهاء :

من وجهه نظر نعوم فتعتبر هذه الاستراتيجية من أهم الاستراتيجيات التي يتبعها وسائل الإعلام في السيطرة والتحكم في الشعوب وهي تتمثل في في تحويل انتباه الرأي العام إلى مشاكل بسيطة عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية التي تواجه المجتمع من خلال تركيز وسائل الإعلام على تلك المشاكل التي تعتبر تافهه لكي يصبح الشعب منشغلاً ولا يكون له أي وقت للتفكير .

4- مخاطبة الشعب كمجموعة من الأطفال :

غالبًا ما تقوم وسائل الأعلام بمخاطبة الشعب كمجموعة من الأطفال في أغلبية الإعلانات والبرامج العامة كما لو أن الشعب طفلاُ صغيرًا ومع الأسف طبقًا لنعوم فإن الكثير من الشعوب بالفعل تصدق وسائل الإعلام بتلك النبرة الطفولية .

5- معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم :

كان هناك الكثير من التطورات العلمية خلال الخمسين سنة الماضية من علوم الأحياء والبيولجيا وعلم النفس ليصبح العلماء أكثر معرفة للأنسان أكثر من أنفسهم وعلى الصعيدين الفيزيائي والنفسي أصبحت الحكومات قادرة على معرفة متوسط دخل الفرد في العام أكثر من أنفسهم ، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى معرفة القائمين على الدولة الأفراد أكثر من أنفسهم .

6- تعويض التمرد إلى الإحساس بالذنب :

عن طريق جعل الفرد هو المسئول الوحيد عن تعاسته وأن السبب الرئيسي وراء تعاسته هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته، وبناءً عليه بدلاً من أن يثور ضد الدولة وحكومتها والنظام الاقتصادي يثور على نفسه ويحس بالذنب ويدخل في اكتئاب والتي تؤدي في النهاية إلى نقص انتاجيته وعدم التحرك وبالتالي لا ثورات .

7- إبقاء الشعب في حالة من الجهل والتخلف :

ويأتي هذا عن طريق العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيا وابعاده عنها ليصبح غير قادر على رؤية العالم الخارجي حتى لا يعترض على النظام ويأتي هذا عن طريق وسائل التعليم المنخفضة المقدمة للمناطق الفقيرة في المجتمع ليصبحوا أكثر تخلفًا عن باقي العالم .

8- استراتيجية التأجيل :

وهي طريقة يتم اللجوء إليها من أجل قبول القرارات المكروهه حاليًا من قبل افراد المجتمع مثل الدواء من وجهه نظر نعوم (مؤلم ولكن ضروري)، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شىء ما في المستقبل، فلقد أثبتت الدراسات أنه قبول تضحية مستقبلية دائمًا أسهل من قبول تضحية حالية . هذا ودائمًا ما يتبع الشعب مقولة أن كل شيء سيكون أفضل في الغد وأنه من الممكن تفادي تلك التضحية في المستقبل .

9- استثارة العاطفة بدلاً من الفكر :

وهي تقنية كلاسيكية تستعمل لتعطيل التحليل المنطقين كما أن استعمال المفردات العاطفية تسمح بزرع أفكار مختلفة تمامًا عن المنطق وبالتالي زرع رغبات، مخاوف، نزاعات أو سلوكيات مختلفة ليصبح الشعب مؤيد لأفكار لم يكن مؤيدًا لها .

10- تشجيع الشعب على عدم التفكير :

وتلك هي أخر استراتيجية من وجهه نظر نعوم في كيف تتحكم الدولة باستخدام وسائل الإعلام في الشعوب وهو تشجيع الشعوب على عدم التفكير وترك حياته ورأيه في أيدي الحكومة .


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image