تحسن معظم البيانات يُدعم تعافى الاسترالى

تحسن معظم البيانات يُدعم تعافى الاسترالى

قرر البنك الاحتياطي  الاسترالي في بيان السياسة النقدية الأخير أنه من الأفضل الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة، للتساؤل عن حالة الاقتصاد الاسترالي ؟. وسوف نستعرض معاً اهم احوال الأقتصاد الاسترالى فى هذا التقرير.

البطالة:

اتسمت بيانات سوق العمل في مايو بالإيجابية بالرغم من ارتفاع معدل البطالة إلى 6% بنسبة قدرها 0.1% والذي يرجع بشكل أساسي إلى مراجعة قراءة مايو الماضي من 6% إلي 5.9%  . أما بالنسبة لمعدل المشاركة في سوق العمل فقد شهد ارتفاعاً من 64.7% إلى 64.8% وهو أمر جيد حيث أن هذا يعنى زيادة نسبة مشاركة القوى العاملة في سوق العمل مما ينعكس بشكل ايجابي على الوضع الاقتصادي. كما ارتفعت معدلات التوظيف بمقدار 7.3 ألف وتظهر تفاصيل البيانات زيادة أعداد الوظائف  بدوام كامل قدرها 24.5 ألف فى حين تراجعت أعداد الوظائف بدوام جزئي بمقدار 17.2 ألف و بالتالي فإن هذا يعنى خلق مزيد من فرص عمل بدوام كامل وهو امر جيد حيث أن الوظائف بدوام كامل توفر أجور أعلى و استقرار وظيفي أفضل من العمل بدوام جزئي  الأمر الذي يدعم زيادة ثقة المستهلك في الأنفاق.

ثقة المستهلك في الأنفاق:

 أظهر مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن معهد مولبورن عدم رضا المواطنين بالأوضاع الاقتصادية للشهر الثاني على التوالي ليسجل تراجعاً من 95.3 إلي 92.2 (القراءة 100 هي القراءة المحايدة) ليسجل المؤشر أدني مستوى له منذ ديسمبر العام الماضي.

ووفقاً للتقرير فإن ثقة المستهلك تراجع نتيجة للمخاوف المتعلقة لأزمة اليونان و انهيار أسواق الأسهم الصينية وبالنظر إلى  الاتجاه التاريخي للمؤشر نجد أنه سجل بيانات سلبية فى 10 من 12 شهر الماضيين.

وعلى الوجه الآخر, فقد أظهرت بيانات التجزئة في مايو نتائج أكثر إيجابية حيث ارتفعت البيانات  المعدلة على أساس موسمي بنسبه 0.3% إلا أنه تم مراجعة القراءة السابقة على نحو منخفض من 0.0% إلى -0.1%. وعلى الرغم من ذلك فقد جاءت بيانات الإسكان مخيبة للآمال حيث تراجعت بيانات القروض العقارية في مايو بنسبة 6.1% وتم مراجعة النسبة السابقة على نحو منخفض من 1% إلى 0.7%.

ثقة قطاع الأعمال:

على الرغم من أن المستهلكين قد يكونوا غير متفائلين إلا أن قطاع الأعمال يبدوا جيداَ  مع ارتفاع مؤشر ثقة قطاع الأعمال إلى المستوى 10 فى يونيو مقارنة بقراءة قدرها 8 فى مايو ليسجل أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2013 وبناءاً على تقرير البنك الاحتياطي الأسترالي فقد أظهرت كل القطاعات إيجابية ماعدا قطاع التعدين الذي أظهر ثقة لا بأس بها حيث سجل قراءة قدرها 0 وبالإضافة إلى ذلك فقد قفز مؤشر أوضاع الأعمال إلى 11 نقطة فى يونيو ليسجل أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2014.

وأصدرالبنك الوطني الاسترالي بيانات مسح قطاع الأعمال على أساس ربع سنوي و الذى أظهر نتائج إيجابية حيث ارتفع مؤشر ثقة العمال خلال الربع الثاني إلى 4 نقاط مقارنة بالقراءة السابقة عند 0 فى حين ارتفع ايضاً مؤشر ثقة الأعمال خلال الربع سنوي إلى 4 نقاط مقارنة بالقراءة السابقة عند 1 فى الربع الأول.

وعلى نحو مشابه للمسح الشهري فقد أظهرت جميع القطاعات تحسن في ثقة المستهلك في ماعدا قطاع التعدين.

ومن المعروف أن قطاع التعدين هو أكبر قطاع يعتمد عليه النمو الاقتصادي في استراليا ويؤثر بشكل كبير في الصادرات الاسترالية ففي الفترة ما بين 2010 و 2011 مثل هذا القطاع 55% من الصادرات الاسترالية.

هذا، وقد كانت بيانات الميزان التجاري قوية أيضًا وبالرغم من تراجع بيانات شهر مايو دون التوقعات عند 2.75 مليار دولار استرالي إلا أنها لا تزال أفضل من القراءة السابقة للعجز عند 4.12 مليار دولار استرالي وبالطبع تراجع العجز التجاري أمرًا جيد.

التضخم:

جاءت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين كالمتوقع عند 0.7% بنحو جيد من القراءة السابقة التي أظهرت ارتفاعاً بنسبة 0.2% وارتفع المؤشر على أساس سنوي بنسبة 1.5% مقابل النسبة السابقة عند 1.3%  وارتفاع أسعار التبغ بنسبة 1.2% مما يشير إلى تغير اتجاه المؤشر من الهبوط إلى الارتفاع.

وقد أسهمت الزيادة في اسعار وقود السيارات بنسبة 12.2% ووسائل النقل بنسبة 3.4% في دعم ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بينما كان تراجع أسعار وسائل الترفيه والثقافة بنسبة 1.4% و تراجع نسب قضاء العطلات المحلية وأسعار الإقامة بنسبة 5.4% و 1.3% من عوامل ضعف المؤشر، وقد أعزى مكتب الإحصاء هذا التراجع إلى عوامل موسمية مما لا يدعو للقلق.


ملخص القول إن البيانات الاقتصادية الأخيرة باستثناء بيانات المستهلك تشهد بعض التحسن ولكن لا يزال الاقتصاد الاسترالي معتمدًا على صادرات السلع مثل خام الحديد الذي يذهب معظمه للصين التي تعاني حاليًا من ضغوط على النمو الاقتصادي وعليه توقع العديد من الخبراء المزيد من تراجع أسعار خام الحديد والذي لن يكون في صالح استراليا ولهذا قد يفضل متداولي المدى البعيد بيع الاسترالي مقابل معظم العملات الرئيسية.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image