السيناريو المتوقع لإجمالي الناتج المحلي الأمريكي وتأثيره على الدولار

السيناريو المتوقع لإجمالي الناتج المحلي الأمريكي وتأثيره على الدولار

يترقب المتداولون صدور القراءات التقديرية لبيانات إجمالي الناتج المحلي الأمريكي غدًا الخميس في تمام الساعة 12:30 مساءً بتوقيت جرينتش لما سوف يكون له تأثير كبير على توقعات رفع معدلات الفائدة وبالتالي على الحركة السعرية للدولار الأمريكي، ولكن ما هي هذه التأثيرات؟

في البداية يجب أن نعرف ما الذي تعنيه هذه البيانات بالنسبة لسوق العملات؟ تعتبر بيانات إجمالي الناتج المحلي من إحدى المؤشرات الرائدة التي تعد مقياس شامل للنشاط الاقتصادي، لأنها توضح هل يحقق الاقتصاد نموًا أم لا، كما تعكس هذه البيانات القيمة النقدية لكافة السلع، والخدمات التي أنتجتها الدولة في غضون فترة محددة.

ويكون لإجمالي الناتج المحلي ثلاث إصدارات: تقديرية، أولية، والنهائية، والقراءات التقديرية هي الأسبق في الإصدار، ولذلك يكون للبيانات المقرر صدورها غدًا التأثير الأكبر على حركة الأسواق.

وبالنظر إلى القراءات التقديرية لإجمالي الناتج المحلي خلال الربع الأول، فقد مثلت هذه البيانات خيبة أمل بالنسبة للمتداولين وذلك بسبب نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.2% فقط في حين استقرت التوقعات على أن يسجل نموًا بنسبة 1.0% بالمقارنة بالقراءة السابقة عند 2.2%.

وكنتيجة لهذا الضعف في النمو، فقد تلاشت التوقعات بقيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة خلال شهر يونيو، وبدأت الشكوك تزداد حول ما إذا كان سيقوم البنك برفع معدلات الفائدة خلال العام الجاري أم لا، الأمر الذي أدى إلى عزوف المتداولين عن الدولار الأمريكي بشكل كبير، ولكن بدأت عمليات البيع في التلاشي مع اقتراب موعد صدور بيان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مما أدى إى وجود عمليات تغطية بيعية قبل صدور هذا الحدث الهام، والذي أقر فيه الأعضاء بمعرفتهم لضعف معدلات النمو الاقتصادي خلال الربع الأول، والذي يرجع ذلك إلى عوامل مؤقتة مع الإبقاء على خيار رفع معدلات الفائدة مفتوحًا، مما أدى إلى دعم الدولار الأمريكي مرة أخرى.

هذا، ومن المتوقع تعافي معدل نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.5% خلال الربع الثاني من العام، بالمقارنة بقراءة الربع الأول والتي تمت مراجعتها لتسجل انكماشًا بنسبة -0.2% والذي يرجع بشكل أساسي إلى ضعف معدل نمو الصادرات، ومعدل الإنفاق الحكومي وفقًا لتصريحات مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي.

من ناحية أخرى، فقد أقرت يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، بأن البيانات الاقتصادية المتاحة تعكس نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة معتدلة خلال الربع الثاني من العام الجاري، في ظل بداية تلاشي الآثار السلبية المؤثرة على الاقتصاد الناتجة من سوء الأحوال الجوية في فصل الشتاء وتعطل العمل في الساحل الغربي، وأزمة سوء التقديرات مؤخرًا.

وبالنظر إلى الناحية الفنية، فكالمتعارف عليه من المتوقع دعم الدولار الأمريكي بشكل كبير في حالة مجئ القراءة لتفوق توقعات الأسواق، والعكس صحيح في حالة مجئ القراءة دون التوقعات، ولكن يجب الوضع بعين الاعتبار تزامن صدور هذه البيانات مع عملية المراجعة السنوية التي يقوم بها مكتب التحليل الاقتصادي مما يعني أنه سوف يتم إعادة حساب كافة بيانات النمو من 2012 حتى الربع الأول من هذا العام، والذي قد يسفر عنه قراءات أفضل أو أسوأ.

وهذا يعني أن المتداولون سوف يراقبون عن كثب البيانات المراجعة وبيانات إجمالي الناتج المحلي ككل، مما قد ينتج عنه حدوث العديد من الاضطرابات في السوق، ولكن في حالة استمرار دعم البيانات المراجعة لتوقعات رفع معدلات الفائدة في المستقبل، عندها فمن المتوقع تلقي الدولار الأمريكي لمزيد من طلبات الشراء أكثر منها عروض بيع.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image