الأسواق تتشتت بين تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية

الأسواق تتشتت بين تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية

لاحظنا في الآونة الاخيرة تزايد الأقاويل حول موعد رفع معدلات الفائدة الأمريكية، وقد جاءت البيانات الاقتصادية خلال الفترة الماضية لتزيد من حيرة الأسواق تجاه الموعد المحتمل لرفع معدلات الفائدة وهل بالفعل الأوضاع الاقتصادية الحالية تستدعي قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة أم أن الاقتصاد الأمريكي في حاجة لمزيداً من التدابير التسهيلية حتى يتمكن من استعادة زخمه مرة أخرى. 

في الوقت الذي تتزايد فيه حيرة الأسواق، تأتي تصريحات أغلب أعضاء الاحتياطي الفيدرالي لتدعم الثقة في قوة النشاط النشاط الأمريكي وتدعم توقعات رفع الفائدة منتصف العام الجاري أو ربما خلال الربع الثالث على أقصى تقدير. فقد صرح الكثير من أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك بأن خيار رفع معدلات الفائدة في شهر يونيو مازال أمراً مطروحاً. 

يُعد "ريتشارد فيشر" من أكثر أعضاء اللجنة ميلاً نحو تشديد السياسة النقدية، وقد جاءت تصريحاته الأخيرة مؤكدة على أن ضعف الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول ماهو إلا أمراً مؤقتاً ومن المتوقع أن يستكمل الاقتصاد تحسنه منذ النصف الربع الثاني من العام. 

يأتي من بعده "جيمس بولارد" والذي قد أكد كثيراً على أن شهر يونيو هو الأكثر ملائمة لرفع معدلات الفائدة مؤكداً على أن السياسة النقدية سوف تتسم بالتوافقية عقب أول رفع لمعدلات الفائدة. 

هذا بالإضافة إلى إشارة "لوريتا ميستر" بأن رفع معدلات الفائدة قريباً وبشكل تدريجي لن يعرقل النمو الاقتصادي، كما أشادت ببيانات أسعار المستهلكين الصادرة اليوم كونها مؤشراً إيجابياً

كما أكد كلاً من "جون ويليامز" و "جيفري لاكر" على ضرورة رفع معدلات الفائدة في شهر يونيو، حيث أن الاقتصاد سوف يتمكن من الاتجاه صوب مستوياته المرجوة فور تلاشي الآثار الناجمة عن بعض العوامل المؤقتة التي تسببت في ضعف النمو الاقتصادي خلال الربع الأول من العام. 

وعلى الرغم من توافق أغلب التصريحات إلا أن هناك بعض أعضاء بالاحتياطي الفيدرالي يؤكدون على أن الوقت لم يحن بعد لرفع معدلات الفائ، ومن بينهم "إيريك لوزينجرن" الذي أكد على أن الأوضاع الحالية لا تدعم قرار رفع الفائدة، مرجعاً ذلك إلى معدلات التضخم التي لاتزال أدنى بكثير من الهدف المحدد لها عند 2%، كما أشار إلى بيانات سوق العمل خلال شهر مارس والتي جاءت مخيبة للآمال. 

هذا، وتأتي تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي لتزيد من حيرة الأسواق حيال الوضع الاقتصادي الأمريكي وتجعل من الصعب التنبؤ بتوجهات السياسة النقدية للبنك خلال الفترة القادمة.

مع التوقعات بتعافي الدولار خلال الشهور القليلة المقبلة من مستوياته المتراجعه في الوقت الراهن ، فمن المتوقع أن تسجل عائدات السندات الأمريكية ارتفاعاً خلال الربع الثاني من العام.

 

 

large image
الندوات و الدورات القادمة
large image