كيف يساعد الانكماش على دعم الاقتصاد الأوروبي؟

لقد تم تحذير الأوروبين على مدار سنة كاملة من خطر دخول الاقتصاد في مرحلة انكماش، وبالفعل دخل الاقتصاد الأوروبي في مرحلة الانكماش، ولكن كانت النتيجة هي تحفيز معدلات النمو!

• ما الذي يعنيه خطر الانكماش؟

يظهر خطر الانكماش عند بداية تراجع مستوى الأسعار وتراجع حجم الانفاق الشخصي تحسبًا لمزيد من تراجع الأسعار، "فلماذا تقوم بشراء سيارة الآن في حين أنها قد تكون أقل تكلفة خلال شهر من الآن؟"، كل هذا قد يؤدي إلى انخفاض معدلات الإنتاج نتيجة لانخفاض معدلات الطلب على السلع الاستهلاكية، مما سوف يؤدي بدوره إلى فقدان العديد من الوظائف مما يدفع إلى مزيد من خفض معدلات الإنفاق.

• ما الذي يحدث بالفعل في منطقة اليورو؟

على النقيض مما سبق تمامًا، نٌلاحظ زيادة حجم الإنفاق الشخصي في منطقة اليورو، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات التجزئة في يناير الماضي بنسبة 1.1%، مما يعد دليل واضح على استفادة المستهلكين في منطقة اليورو من الانكماش أو معدلات التضخم المنخفضة لزيادة حجم مشترياتهم.

جدير بالذكر، ارتفاع معدل الانفاق الاستهلاكي الأوروبي بنحو ضعف إجمالي معدل النمو الاقتصادي مما يعد الداعم الرئيسي لاقتصاد منطقة اليورو منذ منتصف 2014.

وفي الوقت نفسه، فإن تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي قد أعطى ميزة تنافسية للشركات المصنعة الأوروبية، وعمل على زيادة ثقة المستهلك حيث أعلنت المفوضية الأوروبية خلال الأسبوع الجاري عن ارتفاع ثقة المستهلكين في جميع أنحاء منطقة اليورو لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام 2008.

بالإضافة إلى ما سبق، هناك أيضًا عدم قدرة الأسر في بعض الدول على تأجيل عمليات الشراء لفترة أطول من ذلك مثل إسبانيا وألمانيا، حيث ارتفع معدل إنفاق المستهلك الألماني لأكثر من 3% منذ منتصف عام 2014 مقارنة بنسبة 1% خلال العامين السابقين.

جدير بالملاحظة، أنه قد لا يستمر هذا الوضع لفترة طويلة من الوقت خاصًة في ظل استقرار أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى احتمالية عدم استمرار تراجع مؤشر أسعار المستهلكين، وتعافي النمو الاقتصادي من مرحلة الانكماش، ولكن من الواضح أن مرحلة الانكماش لم تكن خطرًا على الاقتصاد الأوروبي كما كان متوقع.