هل ستتأثر أسعار النفط بنبأ وفاة الملك عبد الله

هل ستتأثر أسعار النفط بنبأ وفاة الملك عبد الله

ارتفعت أسعار النفط الخام لعقود تسليم مارس خلال تداولات اليوم لتصل إلى المستوى 47.76 دولار للبرميل في أعقاب الإعلان عن وفاة الملك عبد الله وتولية العهد للملك سلمان.

فقد ارتفعت أسعار النفط فور الإعلان عن نبأ الوفاة على اعتبار أن المملكة السعودية تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط الخام على مستوى العالم، وحتى الآن لم تظهر الرؤية بوضوح حول السياسة المتبعة بعد تولي الملك سلمان، هل سيبقي على معدل الإنتاج الحالي حتى إذا أدى ذلك إلى استمرار انخفاض أسعار النفط  أم سيقلل معدلات الإنتاج لدعم الأسعار.

تمر المملكة السعودية في الوقت الحالي بمرحلة انتقالية، فهي أكثر عرضة للضغوط الدولية من أجل خفض معدل الإنتاج لكنها قد تعلن عن الإبقاء على المعدلات الحالية الأمر الذي يدعم موقف الولايات المتحدة. لكن على المدي البعيد، يبقى التساؤل حول العلاقات السعودية الخارجية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي في عهد الملك سلمان.

صرح الملك سلمان في بيان له أذيع اليوم الجمعة على تليفزيون الدولة أنه سيبقي على سياسات الملك السابق، ويذكر أنه أكد في حديث له يوم 6 يناير بالنيابة عن الملك عبدالله على استمرار سياسة إنتاج النفط دون تغيير بغض النظر عن الضغوط الناتجة عن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وأضاف: "هذه الضغوط ليست جديدة على أسواق النفط، سبق لنا التعامل معها بحكمة وسوف نتعامل مع التطورات الحالية في أسواق النفط على النحو ذاته".

جدير بالذكر أن أسعار النفط تراجعت بنحو 48% خلال عام 2014 على خلفية قرار أوبك بالإبقاء على معدل الإنتاج إضافة إلى زيادة الولايات المتحدة لمعدل الإنتاج لديها.

نظرياً، اتخاذ القرار بشأن سياسة إنتاج النفط يرجع للمجلس الأعلى للبترول برئاسة الملك وكبار أعضاء الأسرة الحاكمة والوزراء وقادة الصناعات. لكن من الناحية العملية، يبدو أن القرار يرجع للنعيمي، وزير البترول السعودي.

تعتمد السعودية على عائدات النفط التي تمثل 46% من إجمالي الناتج المحلي السعودي، في هذا الإطار صرح أحد الاستشاريين عن إمكانية الابتعاد عن السياسة الحالية خلال عام 2015 نظراً لكونها عالية التكلفة  وتؤثر بشكل قوي على اقتصاد المملكة وبقية الدول العربية. بينما أيد النعيمي قرار الإبقاء على معدلات إنتاج أعضاء منظمة أوبك متجاهلاً موقف بعض الأعضاء مثل فينزويلا و الجزائر وغيرهم الذين يعتمدون بشكل أساسي على توازن أسعار النفط.

وأكد أن في حالة خفض الإنتاج سترتفع الأسعار مما سيدفع روسيا و البرازيل ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى الاستحواذ على حصة المملكة السعودية بالأسواق.

يبلغ سكان المملكة 29 مليون نسمة وتبلغ قيمة احتياطي الأصول 735.23 مليون دولار بنسبة 6% من إجمالي الاحتياطي بالعالم وتشير توقعات الحكومة إلى زيادة العجز إلى 145 مليار ريال (39 مليار دولار) مقابل 54 مليار ريال خلال عام 2014.

تراحعت توقعات أرباح الموازنة لعام 2015 إلى 715 مليار ريال مقابل 1.046 مليار ريال خلال عام 2014 في حالة استقرار أسعار النفط عند 80 دولار للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image