الأوضاع الاقتصادية العالمية تدعم العزوف عن المخاطرة

الأوضاع الاقتصادية العالمية تدعم العزوف عن المخاطرة

 

1. ضعف البيانات الصينية

أظهرت بيانات الصين التي تعد ثاني أكبر الكيانات الاقتصادية على مستوى العالم أن الاقتصاد الصيني يواجه عقبات. حيث جاءت قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي على أساس سنوي أدنى من المتوقع لها مسجلاً 7.2% خلال شهر نوفمبر، بينما استقرت التوقعات على أن يسجل 7.6% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 7.7% . كما أظهرت البيانات تراجع استثمار الأصول الثابتة على أساس سنوي ، والذي يعتبر دليل قوي على النشاط الاقتصادي، من 15.9% خلال شهر أكتوبر إلى 15.8% خلال شهر نوفمبر.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت بيانات التضخم في الصين إلى عدم التأثر بانخفاض أسعار النفط، في حين تراجع مؤشر أسعار المستهلكين من 1.6% إلى 1.4% خلال شهر نوفمبر، كما تراجع مؤشر أسعار المنتجين أدنى من المتوقع له  2.7%، لافتاً النظر إلى استمرار ضعف الضغوط التضخمية .

2. تراجع أسعار النفط

 على جانب أخر، يشير التراجع المستمر لأسعار النفط  إلى توقع تعرض الكيانات الاقتصادية الكبرى إلى  المزيد من ضغوط انخفاض الأسعار خلال الأشهر القادمة ، حيث بلغ سعر النفط أدنى مستوياته ، أقل من 60 دولار للبرميل هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يحد ارتفاع مخزونات النفط بالولايات المتحدة المدعوم باكتشاف النفط الصخري بالإضافة إلى قرار الاوبك بالإبقاء على معدلات الإنتاج كما هي، أي ارتفاع في أسعار النفط خلال الفترة المقبلة.

مما يجعل ظهور الانكماش الاقتصادي أمر محتمل الحدوث مرة أخرى مما قد يؤدي إلى وجود صراع العملات بين البنوك المركزية ,  في الوقت الذي تواجه فيه العديد من الكيانات الاقتصادية الكبرى مثل منطقة اليورو و اليابان، توقعات سلبية بشأن النمو الاقتصادي، الأمر الذي يزيد من تراجع  أسعار العملات.

3. ضعف الاقتصاد الروسي

وفي ظل الأزمة الروسية التي يعتمد اقتصادها بشكل قوي على الوقود و الطاقة، فإنه ليس من الغريب تراجع الروبل الروسي وفقاً لتراجع أسعار النفط و المواد الخام  إلى مستوى قياسي هذا الأسبوع. فقد تراجع الروبل بنحو 10% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي ، مما أثار مخاوف البنك المركزي الذي قام برفع معدلات الفائدة  إلى 6.5% خلال الأيام القليلة الماضية.

حيث كان يأمل المسئولون أن  يأتي قرار لجنة السياسة النقدية  داعماً لاستقرار الروبل، لكن النتائج جاءت على عكس ذلك، حيث استمر التراجع. بدلًا من ذلك إلا أنها قد نشرت حالة من القلق بالأسواق المالية فقد أدت إلى ارتفاع العائدات على السندات الروسية وتراجع الثقة في البنوك المعرضة لهذه السندات.

4. الانتخابات اليونانية

في الوقت ذاته، مازالت الأزمة السياسية في اليونان مستمرة، وتترقب الأسواق نتائج تصويت الجولة الثالثة ، حيث أن نتائج التصويت على الثقة  يمكنها تحديد ما إذا كانت الدولة  المديونة قادرة على تلقي مزيد من المساعدات المالية أم لا .

وفي الوقت الذي لا يتأثر فيه اليورو جراء هذه العوامل في الوقت الراهن إلا أنه قد يتأثر سلبًا في حال مجيء نتائج التصويت على نحوٍ سلبي.  ففي حالة  فوز الائتلاف اليساري الراديكالي (سيريزا) فإن ذلك يزيد من الأوضاع غير المستقرة في اليونان ومنطقة اليورو والقطاع المصرفي على وجه الخصوص. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image