السيناريو المتوقع للقراءة الأولية لإجمالي الناتج المحلي البريطاني

السيناريو المتوقع للقراءة الأولية لإجمالي الناتج المحلي البريطاني

تترقب الأسواق صدور القراءات الأولية لإجمالي الناتج المحلي بالمملكة المتحدة يوم الجمعة المقبلة وسوف نلقي الضوء في هذا التقرير على أهمية تلك البيانات وتأثيرها على الأسواق وما هي القراءة المتوقعة.

أولًا: تكمن أهمية القراءة القراءات الأولية لإجمالي الناتج المحلي في أنها تقيس معدلات إنفاق المستهلك واستثمارات الأعمال والنشاط التجاري والإنفاق الحكومي. الجدير بالذكر أن هناك ثلاثة إصدارات لإجمالي الناتج المحلي بالمملكة المتحدة وهم التقديرات الأولية والقراءة الأولية والقراءة النهائية وتمثل التقديرات الأولية الأهمية الكبرى كونها أول إصدار يشير إلى مدى قوة الأداء الاقتصادي كما تؤثر بشكل قوي على الأسواق.

ثانيًا: كما أشرنا تؤثر تلك البيانات على الحركة السعرية بشكل قوي ولمعرفة احتمالات تأثير البيانات المقبلة على الأسواق يجب علينا إلقاء نظرة على البيانات السابقة ومدى تأثيرها وقت صدورها. يُذكر أن الاقتصاد البريطاني قد سجل نموًا بنسبة 0.9% خلال الربع السابق مقابل التوقعات التي أشارت إلى 0.8% كقراءة الربع الأول من العام الجاري وقد أشار صندوق النقد الدولي حين ذلك إلى أن الاقتصاد البريطاني هو أقوى اقتصاد بين الاقتصادات المتقدمة خلال هذه الفترة.

بالرغم من ذلك فشل الاسترليني دولار في الاستفادة من هذه البيانات حيث أن الأسواق كانت تتوقع  مجيئها على هذا النحو بالإضافة إلى سيطرة مشتريين الدولار الأمريكي على الأسواق خلال هذه الفترة.

وكما نلاحظ في الرسم البياني التالي ضعف تأثير تلك البيانات على الزوج بالإضافة إلى ضعف التداولات ويبدو ذلك واضحًا على مؤشر MACD، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك البيانات صاحبها صدور بيانات مبيعات التجزئة والتي سجلت 0.1% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 0.2% والقراءة السابقة عند -0.5% بالإضافة إلى قوة الدولار الأمريكي بوجهٍ عام مقابل معظم العملات الرئيسية.

قوة الدولار الأمريكي خلال هذه الفترة كما هو موضح في الرسم البياني

ثالثًا: وبناءً على مجريات الأحداث الماضية بالمملكة المتحدة والتي شهدت بعض الضعف فمن المتوقع أن تتباطأ وتيرة النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث من العام الجاري نظرًا لتباطؤ وتيرة القطاع التصنيعي والخدمي بالمملكة المتحدة. وتشير توقعات قسم أبحاث السوق بأن يسجل إجمالي الناتج المحلي قراءة نسبتها 0.7%.

ومما لا شك فيه أن الأسواق سوف تترقب صدور البيانات من كثب ولهذا من المتوقع أن تشهد أزواج الاسترليني هدوءًا قبل صدور البيانات لتوفر فيما بعد زخمًا قد يمتد إلى انتهاء تكون الشمعة على إطار زمني ساعة. ولكن سوف تحدد تلك البيانات قوة الاقتصاد بوجهٍ عام مما قد تسهم في تحركات الاسترليني على المدى الطويل.

رابعًا: لا يزال الاسترليني متأثرًا بتراجع توقعات رفع معدلات الفائدة خاصة بعد سلبية تصريحات بنك إنجلترا الأخيرة. وفي حالة مجيء القراءة دون التوقعات فقد يدعم ذلك النظرة التشاؤمية لبنك إنجلترا مع توخي المزيد من الحذر مع الأخذ في الاعتبار أن ضعف معدلات النمو بمنطقة اليورو قد يضر بتوقعات النمو بوجهٍ عام.

ومن ناحية أخرى، في حالة مجيء القراءة أقوى من التوقعات فقد يؤكد ذلك على قدرة الاقتصاد البريطاني على مواجهة العقبات الاقتصادية مما قد يعطي فرصة للاسترليني للتعافي أمام معظم العملات الرئيسية خلال الفترة المقبلة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image