السيناريو المتوقع لقرارات بنك إنجلترا وتأثيرها على الاسترليني - مارس

السيناريو المتوقع لقرارات بنك إنجلترا وتأثيرها على الاسترليني - مارس
السيناريو المتوقع لقرار الفائدة البريطانية

يعقد بنك إنجلترا اجتماع السياسة النقدية لهذا الشهر وسط ترقب حذر من جانب متداولي الجنيه الاسترليني. وفي حين أن الأسواق لا تتوقع الإقدام على قرارات جديدة للسياسة النقدية خلال هذا الاجتماع، إلا أن الأسواق تتلهف لمعرفة رؤية اللجنة للتطورات الأخيرة وكيفية انعكاسها على الرفع المتوقع للفائدة خلال اجتماع مايو المقبل.

فتصب التوقعات في صالح إمكانية رفع الفائدة البريطانية خلال الاجتماع التالي في خطوة من شأنها السيطرة على ارتفاعات التضخم والعودة بالأسعار للاستقرار قرابة الهدف 2%. عززت من تلك التوقعات البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخراً، وآخرها بيانات سوق العمل التي كشفت عن تسارع وتيرة الأجور بالتزامن مع تراجع البطالة على غير المتوقع. لعل الجانب السلبي كان انخفاض التضخم بأكثر من المتوقع إلى 2.7% خلال فبراير الماضي، مما يعكس تبدد آثار تراجعات الاسترليني الحادة على مستويات التضخم المحلية، مما يعطي بنك إنجلترا فرصة أكبر للتمهل قبل إتخاذ المزيد من خطوات رفع الفائدة.

لهذا ستكون لهجة خطابات بنك إنجلترا المحور الأساسي لارتكاز تطلعات رفع الفائدة خلال الشهور التالية.

على الصعيد السياسي، يأتي الاتفاق على بنود الفترة الانتقالية بعد الخروج الرسمي من الإتحاد الأوروبي في مارس 2019، ليعطي دفعة إيجابية للاقتصاد المحلي مع بدء وضوح معالم مستقبل البلاد بعد البريكست، وانحسار حالة عدم اليقين. الأمر الذي يوفر لبنك إنجلترا مساحة أكبر لتقييم تطلعات الوضع الاقتصادي ومن ثم تحديد المسارات المتوقعة للسياسة النقدية.

لذلك، من المرجح أن تتسم نبرة البنك خلال خطاباته غداً بالإيجابية مع التمهيد لإحتمالية رفع الفائدة خلال الاجتماع التالي. تعتمد تلك التوقعات على عاملين رئيسيين وهما؛ استمرار تحسن الأوضاع المحلية وبدء تلاشي حالة عدم اليقين السياسي.

تأتي تلك التطورات بعدما صرح محافظ البنك مارك كارني في وقت سابق بأن الاقتصاد قد يحتاج إلى رفع الفائدة بوتيرة أسريع من المتوقع في نوفمبر الماضي. وهو ما أكد عليه كبير الاقتصاديين بالبنك أندرو هالدن مصرحاً بأن المخاطر على التضخم باتت أكثر ميلاً إلى الجانب الصاعد، وهو ما فسرته الأسواق كتمهيد غير مباشر لدعم رفع الفائدة.

لعل مخاوف البنك قد تنحصر على استمرار وجود بعض الضعف داخل الاقتصاد المحلي. كذلك قد يعرب عن قلقه بشأن تزايد الضغوط التضخمية على الأسعار مما قد يسفر عنه استقرار التضخم أعلى الهدف المعلن.

من الناحية الفنية، نجح زوج الاسترليني دولار في تجاوز خط الاتجاه الهابط على الإطار الزمني 4 ساعات مما يعزز من النظرة الإيجابية وفرص امتداد التعافي نحو مستويات 1.4145 ثم 1.4342 طالما استقرت تداولات الزوج أعلى مستويات الـ 1.3910. أما كسرها فسوف يُعرض الزوج إلى إعادة اختبار 1.3755 يليها أدنى مستويات مارس عند 1.3710.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image