السيناريو المتوقع.. هل يمهد بنك اليابان لإنهاء السياسة التوسعية؟

السيناريو المتوقع.. هل يمهد بنك اليابان لإنهاء السياسة التوسعية؟
السيناريو المتوقع لقرارات بنك اليابان

يجتمع بنك اليابان صباح الجمعة مع توقعات بالإبقاء على توجهات السياسة الراهنة دون تغيير. فمازالت الأسواق ترجح التزام البنك بمعدل الفائدة عند مستوياته السالبة إلى جانب استكمال برنامج التيسير النقدي بوتيرته الذي تُقدر بـ 80 تريليون ين تزامناً مع آلية التحكم في منحنى العائد عند المستويات الصفرية.

ومع ذلك، فإن الأسواق توّلي اهتمام كبير للاجتماع المرتقب الذي يأتي في توقيت شبه حاسم بعد التطورات الأخيرة التي عززت فرص اتجاه البنك نحو الخروج التدريجي من السياسات التوسعية. تأثراً بتلك الأنباء حقق الين الياباني ارتفاعات قوية أمام العملات الرئيسية الآخرى.

في ظل ارتفاع آمال الأسواق سجل الين الياباني ارتفاعات بلغت 6% أمام الدولار الأمريكي، حيث انخفض زوج الدولار ين إلى أدنى مستوى له في 16 شهراً الأسبوع الماضي. جاء ذلك على خلفية تصريحات محافظ البنك كورودا التي أكد من خلالها بأن تحقق هدف التضخم منتصف 2019 كالمتوقع سوف يضمن إنهاء التحفيز النقدي تدريجياً.

بالرغم من أن تلك التصريحات قد لا تتحقق على أرض الواقع، نظراً لتباطؤ وتيرة ارتفاع التضخم نحو هدف البنك، إلا أن الأسواق تفاعلت بقوة مع تلك الأنباء من خلال تكثيف عمليات الشراء على العملة اليابانية. وهو ما دفع كورودا إلى تفسير رؤيته للأسواق فيما بعد قائلاً بأن تحقق هدف التضخم خلال فترة التوقعات سوف يدفع البنك إلى النظر في  إمكانية الخروج من السياسية النقدية التي لن تتوقف بشكل فجائي. لكن لم يتخلى المستثمرون عن مراكزهم الشرائية على الين متجاهلين محاولات البنك في إزاحة الضغوط الصعودية على العملة.

غير أن جاذبية الين تزايدت مؤخراً جراء التطورات العالمية خلال الآونة الأخيرة وتصاعد مخاوف نشوب حرب تجارية بعد الإجراءات الأمريكية. كعملة ملاذ آمن، أصبح الين الوجهة الأمثل في وقت تناقصت فيه شهية المخاطرة إلى أدنى مستوياتها.

هذا، ويصدر القرار مصحوباً ببيان السياسة النقدية على أن يتبعه مؤتمر صحفي لمحافظ البنك للتعقيب على القرارات المعلنة حيث ستركز الأسواق على تصريحات كورودا التي من شأنها توجيه توقعات الأسواق والتأثير على تداولات الين، إلى جانب تطلعات البنك للنمو والتضخم.

بشكل مجمل، من المرجح أن يحاول البيان وخطاب كورودا تخفيف الضغوط على الين من خلال التأكيد على استمرار السياسة التوسعية لضمان استدامة ارتفاعات التضخم باتجاه الهدف 2%. كذلك قد يستعبد البنك إمكانية النظر في إنهاء التحفيز النقدي في وقت قريب. لكن من المرجح أن يتم الإشادة باستمرار تعافي الاقتصاد بما يعزز الثقة حول تطلعات النمو والتضخم، مع التأكيد على تزايد المخاطر نتيجة التطورات التجارية الأخيرة وعلى رأسها الإجراءات الأمريكية، مما يضيف بعض الغموض على المستقبل التجاري للبلاد.

من الناحية الفنية، وبالرغم من التراجعات الأخيرة إلا أن قيمة الين لاتزال مرتفعة أمام العملات الرئيسية مع لجوء المستثمرين إلى عملات الملاذ الآمن خوفاً من اندلاع حرب تجارية. وهو ما قد يجعل تراجعات الين محدودة حتى مع سلبية نبرة البنك. وقد نجح زوج الدولار/ين في العودة أعلى مستويات الـ 106 من جديد ليقف عاجزاً عن استكمال الصعود حيث يواجه مقاومة قوية عند خط الاتجاه الهابط قرابة 106.15. ومن شأن النبرة السلبية للبيان مساعدة الزوج على تجاوز خط الاتجاه واختبار المقاومة 106.45 ومنه قد يستكمل التعافي باتجاه مستويات 107 مجدداً. على الجانب الأخر، فإن النبرة الإيجابية قد تقدم مزيد من الدعم لتوقعات الخروج التدريجي من السياسة التوسعية وهو ما قد يدفع الزوج إلى مزيد من خسائر قد تمتد هذه المرة إلى مستويات الـ 105.00.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image