المخاوف تتصاعد حول المستقبل الأوروبي بعد الانتخابات الايطالية

المخاوف تتصاعد حول المستقبل الأوروبي بعد الانتخابات الايطالية

بعد فترات مطولة من محاولات تخطي العقبات السياسية، جاءت الانتخابات الايطالية لتعرقل خطى المنطقة الأوروبية نحو استعادة هدوء المشهد السياسي. وقد أسفرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية المنعقدة أمس الأحد عن استمرار تعليق البرلمان مع فشل الأحزاب الرئيسية في الحصول على الأغلبية لتشكيل الحكومة الجديدة. لعل المصدر الأكبر لتخوف المستثمرين كان تزايد شعبية الأحزاب المناهضة لليورو بعد عقود من ريادة إيطاليا للمشروع الأوروبي.

كانت الإحصائيات الأولية لوزارة الداخلية قد أوضحت إحتمالية استمرار تعليق البرلمان مع تقارب النسب، ولكنها أكدت أيضاً على تصاعد فرص ائتلاف اليمين الوسطي في الحصول على الأغلبية البرلمانية بعدد أصوات يصل إلى 37% قبل صدور النتائج النهائية.

وفي حال حدوث أياً من الإحتمالين، فإن المشهد السياسي داخل إيطاليا يدخل مرحلة جديدة بعد نجاح الأحزاب الشعبوية في حشد الرأي العام، بعد ما يقارب العامين من تصويت المملكة المتحدة في صالح الإنفصال عن الإتحاد الأوروبي، مما يضع مستقبل المنطقة محلاً للتساؤل والتشكيك من جديد.

ربما قد لا نشهد استفتاء قريب على عضوية اليورو أو سعي الدولة إلى الاستقلال عن المنطقة كما حدث مع بريطانيا، إلا أن تصويت الشعب للأحزاب المناهضة لليورو يعكس تحول صريح في توجهات البلاد السياسية.

وبنظرة تفصيلاً للنتائج المعلنة إلى الآن، نرى تقارب واضح في الأصوات ما بين حركة الخمسة نجوم التي حشدت تقريباً 31% إلى الآن وحزب الليجا أو رابطة الشمال الذي نجح في الحصول على أصوات أكثر مما كان متوقعاً له، وهو حزب مناهض لليورو.

تفاعلت الأسواق بحذر مع النتائج الأولية حيث تنبئ بدخول ثالث أكبر اقتصادات المنطقة الأوروبية إلى صراع سياسي جديد خاصة مع وصول الأحزاب المعارضة إلى السلطة، بما قد يخلق العديد من التوترات داخل الدولة والمنطقة الأوروبية بوجهٍ عام.

بعد حصول حزبه على أقل من 20% من الأصوات، تقدم رئيس الحزب الديقراطي ماتيو رينزي باستقالته من رئاسة الحزب. فيما أعرب رئيس حزب ليجا عن استعداد حزبه لقيادة البلاد، مؤكداً بأن تشكيل حكومة ائتلافية قد يكون أحد الخيارات المتاحة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image