بيان الفيدرالي يُكبد الدولار خسائر جديدة، لماذا؟

بيان الفيدرالي يُكبد الدولار خسائر جديدة، لماذا؟
الاحتياطي الفيدرالي

  انتهى اجتماع لجنة الفيدرالي الأمريكي لشهر يوليو دون الإعلان عن قرارات جديدة. وفي حين أن ذلك كان متوقعاً من جانب الأسواق، إلا أن بيان الفائدة دفع الدولار إلى تسجيل انخفاضات قوية أمام العملات المنافسة. فقد استقبلت الأسواق هذا البيان على نحوٍ سلبي على الرغم من التزامه النبرة الحيادية سواء عن تطورات الوضع الاقتصادي أو خطط السياسة النقدية الفترة القادمة. إذاً، ما الذي تسبب في تراجعات الدولار؟ أولاً، دعونا نلقي نظرة أكثر تفصيلاً على أهم النقاط التي تطرقت لها اللجنة في بيانها الصادر أمس.

  • اقتراب موعد خفض الموازنة.

أكدت اللجنة من جديد على اقتراب موعد خفض الموازنة دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل حول الإطار الزمني للتنفيذ أو حجم الخفض المتوقع. وقد اكتفت بقولها " تتوقع اللجنة أن يتم البدء في خفض الموازنة  قريباً جداً". كانت توقعات الأسواق قد استقرت على اجتماع سبتمبر للإعلان عن تفاصيل خطة خفض الموازنة، لكن تضارب تفسيرات لهجة الفيدرالي تسبب في ارتفاع المخاوف حول تأجيل تلك الخطوة إلى بداية العام المقبل. على الجانب الأخر، ازدادت مخاوف الأسواق أن يتسبب خفض الموازنة في تباطؤ وتيرة رفع الفائدة خلال الفترات القادمة.

  •  الإشارة إلى استمرار تباطؤ التضخم.

شدد البيان على تراجعات التضخم خلال الآونة الأخيرة واستقراره دون الهدف المحدد. كانت يلين قد أوضحت في السابق أن تباطؤ التضخم يعود إلى بعض العوامل المؤقتة. لكن بالنظر إلى البيانات، فلا يمكن تجاهل تباطؤ ارتفاع التضخم باتجاه هدف الفيدرالي. وكان مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، المقياس الأول للتضخم لدى الفيدرالي، قد سجل ارتفاع سنوي بنسبة 1.4% في مايو الماضي، دون توقعات اللجنة المُخفضة عند 1.6%. كما سجل المؤشر بقيمته الأساسية أسوأ قراءة له خلال 17 شهراً ليواصل استقراره دون المستويات المتوقعة 1.7%.
لكن على الجانب الإيجابي، استمرت تأكيدات اللجنة على اتزان المخاطر على تطلعات الوضع الاقتصادي للمدى القريب. بينما مازالت تتوقع استقرار التضخم دون الهدف على المدى المتوسط.

  • إجماع اللجنة على قرار عدم رفع الفائدة.

أوضح البيان أن جميع أعضاء لجنة السياسة النقدية صوتوا في صالح الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير خلال الاجتماع. وكما ذكرنا كانت تلك الخطوة متوقعة خاصة بعدما أقدم البنك على رفع الفائدة خلال اجتماعه السابق.    
من الواضح أن النبرة السلبية حول تطورات التضخم من جانب اللجنة قد طغت على الجانب الإيجابي وهو اقتراب موعد خفض الموازنة وتشديد اللجنة على ثقتها في تحسن الأداء الاقتصادي بالوتيرة الكافية لضمان استكمال رفع الفائدة تدريجياً. لعل هذا كان الدافع الأقوى وراء تكثيف عمليات البيع على الدولار عقب البيان. كما هبطت توقعات رفع الفائدة خلال اجتماع ديسمبر بقوة إلى 46.8% بحسب أداة الـ fedwatch. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image