خمسة أسباب دفعت الدولار الأمريكي للصعود بعد بيان الفائدة وتصريحات يلين

خمسة أسباب دفعت الدولار الأمريكي للصعود بعد بيان الفائدة وتصريحات يلين

نجح الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساء أمس في بث الطمأنينة في الأسواق من جديد بعدما تزايدات المخاوف المتعلقة بزيادة المخاطر واستمرار التحديات أمام النمو الاقتصادي. فقد أعلن الفيدرالي الأمريكي عن نيته في للاستمرار في وتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساسية لتصل إلى 1.25% في نهاية المطاف.

وعلى خلفية بيان الفائدة وتصريحات جانيت يلين "محافظ البنك" استئنف الدولار الأمريكي ارتفاعه من جديد بعدما شهد تراجعًا لفترة طويلة من الوقت. حيث ارتفع مؤشر الدولار، والذي يقيس قيمة العملة مقابل ستة عملات رئيسية، إلى 97.50. وازدادت التوقعات التي تصب لصالح استمرار ارتفاع العملة الفترة المقبلة لأسباب نستعرضها معًا من خلال هذا التقرير.

 

1- تصويت عضو واحد فقط ضد قرار الرفع:-

صوت العضو نايل كشكاري بالأمس ضد قرار رفع الفائدة، حيث يرى أن التطورات الاقتصادية الحالية تستدعي الإبقاء على الفائدة، وأن الفيدرالي الأمريكي بحاجة إلى التريث بعض الوقت للتأكد من أن حالة الضعف المستحوذة على وتيرة نمو التضخم تعود إلى عوامل مؤقتة وليست مستدامة. أيضًا يرى أن قطاع سوق العمل مازال يعاني من ركود وأن رفع الفائدة في هذا الوقت سيُزيد الضغوط على النمو الاقتصادي.

ويُذكر أن العضو كشكاري كان العضو الوحيد أيضًا الذي صوت ضد قرار رفع الفائدة في مارس الماضي. ولكن التباين الطفيف بين توجهات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي ساهم في بث الطمأنينة في نفوس متداولي الدولار، حيث يعكس هذا الأمر بشكل عام أن الفيدرالي الأمريكي واثق من الخطوات التي يخطوها في وتيرة التشديد النقدي.

 

2- رفع توقعات النمو الاقتصادي:-

لعل هذا كان أحد أهم الأسباب التي ساهمت في ارتفاع الدولار الأمريكي. فقد قام الاحتياطي الفيدرالي برفع توقعاته للنمو الاقتصادي هذا العام من نسبة 2.1% إلى 2.2%، وهو أمر لم يكن متوقعًا، حيث كانت الأسواق تتهيأ بألا يتم رفع توقعات اللجنة للنمو خاصة بعد التباطؤ الذي عانى منه في مطلع العام الجاري. ولكنها أبقت على توقعاتها كما هي لنمو الناتج المحلي الإجمالي خلال العامين 2018 و2019. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته يلين أرجعت الأسباب وراء رفع توقعات النمو إلى وجود علامات ودلائل على تحسن استثمارات الأعمال وإنفاق الأسر.

على الجانب الأخر.. قامت اللجنة بخفض توقعاتها للبطالة على أن تستقر قرابة نسبة 4.3% بحلول ديسمبر المقبل (التوقعات السابقة عند 4.5%). وأن تتراجع إلى نسبة 4.2% في نهاية عام 2018.

 

3- التأكيد على نمو قطاع سوق العمل:-

فبالرغم من تباطؤ وتيرة نمو الوظائف، إلا أن يلين قد أكدت أنها أعلى من المستويات المطلوبة التي تدفع النمو الاقتصادي وتدعم الاستمرار في وتيرة التشديد النقدي. ولم تنكر محافظ الاحتياطي الفيدرالي تراجع نسب المشاركة في سوق العمل في الآونة الأحيرة، إلا أنها قد أكدت أن نسب المشاركة مستقرة نسبيًا وتلك علامة أخرى على تحسن أوضاع القطاع.

 

4- تأهيل الأسواق لرفع الفائدة مرة ثالثة هذا العام:-

أبقى الفيدرالي الأمريكي على مسار رفع الفائدة هذ العام على أن تستقر المعدلات في النهاية عند نسبة 1.40%. وهذا يعني أن الأسواق تستعد لرفع مرة ثالثة بمقدار 25 نقطة أساس إما في اجتماع سبتمبر أو ديسمبر المقبل. وقد أعربت يلين عن ثقتها في نمو الاقتصاد واستئناف التضخم تعافيه من جديد الفترة المقبلة مما سيدعم استكمال وتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة مرة أخرى.

ويبدو أن ما يشغل بال يلين في الوقت الراهن الخوف من التريث فترة طويلة من الوقت ويضطر الاحتياطي الفيدرالي حينها التعجل في رفع الفائدة مما سيكون لهذا تداعيات وخيمة على الاقتصاد وقد يدفعه إلى الركود ما لم يتمكن البنك من التحكم في مخاطر النمو الاقتصادي.

 

5- الأسواق تستعد لتقليص حجم الموازنة العامة قبل نهاية العام:-

فقد أعرب أغلب أعضاء اللجنة عن استعدادهم للتصويت لصالح تقليص حجم الموازنة العامة قبل نهاية العام، وأن تقليص حجمها سيُزيل الضغوط من على كاهل أسعار الفائدة واضطرار البنك إلى التعجل في رفعها.

فبالنسبة للمدفوعات التي يتلقاها البنك من سندات الخزانة، من المتوقع أن يبلغ الحد الأقصى لها في البداية إلى 6 مليار دولار شهريًا على أن تواصل ارتفاعها لتستقر بعد 12 شهر عند 30 مليار دولار. وعن المدفوعات التي يتلقاها البنك من حيازته للأصول المدعومة بالرهون العقارية، من المتوقع أن يبلغ الحد الأقصى لها 4 مليار دولار على أن تستقر خلال 12 شهر عند 20 مليار دولار شهريًا.

 

إطلع أيضًا على:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image