الفيدرالي الأمريكي يؤهل الأسواق لرفع الفائدة في يونيو

الفيدرالي الأمريكي يؤهل الأسواق لرفع الفائدة في يونيو

كان المعتقد الشائع منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في نهاية العام الماضي "تأثر الفيدرالي الأمريكي بالسياسات المالية وبتوجهات الإدارة الأمريكية". وفي الوقت الذي ارتفعت فيه حدة التوترات السياسية داخل البلاد... تصاعدت المخاوف المتعلقة بتداعيات هذا على الاقتصاد الأمريكي وعلى وتيرة رفع الفائدة.

لكن يبدو أن الفيدرالي الأمريكي قد حذا حذوًا غير المتوقع، فقد حاول بث الطمأنينة في الأسواق منذ مطلع العام الجاري. وأطل علينا العديد من أعضاء البنك من وقتٍ لأخر ليؤكدوا على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وأن وتيرة التشديد النقدي تعتمد على مدى تحسن البيانات الاقتصادية في المقام الأول.

وبالفعل نجح الفيدرالي الأمريكي في تهدئة مخاوف الأسواق خاصة بعد اجتماعه في مايو، الأمر الذي أدى إلى زيادة عمليات الشراء على الدولار الأمريكي مباشرة بعد البيان قبل تراجع العملة من جديد وسط ارتفاع حالة عدم اليقين (ما نستنتجه من بيان الفائدة الأمريكية، ولماذا ارتفع الدولار مباشرة؟). وجاءت نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي بالأمس لتجعل الأسواق شبة متأكدة من اتخاذ قرار الرفع من جديد في يونيو المقبل بعدما تم رفعها في مارس لأول مرة خلال عام 2017. دعونا حاليًا نرصد عدة نقاط حول نتائح الاجتماع الصادرة مساء أمس.

  • الفيدرالي الأمريكي ليس قلقًا من تباطؤ نمو الاقتصاد:-

فبالرغم من تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام الجاري، إلا أن الفيدرالي الأمريكي تجاهل هذا الأمر مؤكدًا أن تباطؤ نمو الاقتصاد يعود إلى عوامل مؤقتة مثل; تغير أحوال الطقس، تراجع الانفاق الاستهلاكي لمنتجات الطاقة، وتراجع مبيعات السيارات بعد نمو غير مستدام خلال الربع الأخير لعام 2016.

ورأى بعض الأعضاء أن البيانات الاقتصادية لا تستدعي تأجيل قرار الرفع، حيث يجب التأكد أولاً من تباطؤ النمو الاقتصادي قبل إجراء أي تعديلات على مسار رفع الفائدة. ويتوقع بعض الأعضاء تعافي معدل إنفاق المستهلك الفترة المقبلة.. الأمر الذي جعل الأسواق تتهيأ لقرار الرفع في الاجتماع المقبل.

 

  • قرار الرفع بات وشيكًا:-

"يرى معظم الأعضاء أن موعد رفع الفائدة من جديد بات وشيكًا" هذا ما أفادت به نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في مايو لتجعل الأسواق شبه متأكدة من رفع الفائدة في يونيو إذا ما طابقت البيانات الاقتصادية توقعات البنك. وتزايدت التوقعات التي تصب لصالح رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساسية لتصل إلى 1.25% خلال الاجتماع المقبل، وقد وصلت التوقعات في النهاية إلى نسبة 83.1% مقابل نسبة 16.9% تتوقع الإبقاء على السياسة الحالية دون تغيير (تزايد احتمالات رفع الفائدة الأمريكية في يونيو).

 

  • لم يُقدم الفيدرالي الأمريكي أي مستجدات بشأن تقليص حجم الموازنة العامة:-

يبدو أن الوقت مازال مبكرًا قبل تطرق الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمالية تقليص حجم الموازنة العامة ويعطي نظرة تفصيلية عن تلك الأداة. ولكن أعرب الكثير من الأعضاء خلال اجتماع مايو عن رغبتهم في تقليص حجم الموازنة العامة تدريجيًا لتحجيم المخاطر التي قد تطرأ على الاقتصاد وتداعيات هذا على وتيرة رفع الفائدة. ومن المتوقع أن يحاول البنك التطرق إلى هذا بنظرة أكثر شمولاً خلال الاجتماعات المقبلة.

وقد قام البنك بوضع إطار عام لخطط إعادة الاستثمار للسندات بشكل تدريجي ليساعد على إبقاء تكاليف الاقتراض طويلة الأجل عند مستويات منخفضة. فيجدر الإشارة إلى أن حجم الأصول الذي يملكها الفيدرالي الأمريكي في الموازنة العامة تُقدر بحوالي4.5 تريليون دولار. وأغلب تلك الأصول تصب لصالح السندات الحكومية والأسهم المدعومة بالرهون العقارية.

 

إطلع أيضًا:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image