السيناريو المتوقع لقرار الفائدة الأوروبية والمؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي

السيناريو المتوقع لقرار الفائدة الأوروبية والمؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي
السيناريو المتوقع لقرارات البنك المركزي الأوروبي

دفعت حالة التفاؤل بترجيح فوز ماكرون بمنصب الرئيس الفرنسي القادم، اليورو إلى أعلى مستوياته أمام معظم العملات ولا سيما الدولار الأمريكي، فقد سجل الزوج اليورو دولار أعلى مستوى له منذ 9 نوفمبر الماضي عند 1.0949 وهو ما زاد من حالة ترقب الأسواق لقرار الفائدة الأوروبية والمؤتمر الصحفي لدراجي غدًا لتحديد اتجاه اليورو خلال الفترة المقبلة، ونستعرض معًا في هذا التقرير أهم الجوانب المتعلقة بهذا الحدث وتأثيره على المدى القصير والمتوسط.

 

نظرة على البيانات الاقتصادية

التضخم (إيجابي)

يهدف المركزي الأوروبي من خلال سياسته التسهيلية إلى دفع معدلات التضخم واستقرارها عند النسبة 2% ويلاحظ أن مؤشر أسعار المستهلكين المقياس الأول معدلات التضخم قد شهد تعافيًا ملحوظًا منذ أن سجل أدنى مستوياته في شهر يناير 2012 عند -0.6% ليستقر حاليًا عند 1.5% وتشير التوقعات إلى ارتفاعه بنسبة 1.8% خلال الشهر الجاري.

 

ويُذكر أنه عندما تم الإعلان عن التيسير النقدي في يناير 2015 كان مؤشر أسعار المستهلكين يستقر عند -0.2% وبلغ أدنى مستوياته عند -0.6% فيما بعد ولهذا قرر المركزي الأوروبي بدء التيسير النقدي بقيمة 60 مليار يورو شهريًا حتى سبتمبر 2016 وتم اتخاذ قرار بمد فترته إلى مارس 2017  ولكن ولكن عدم استجابة النمو الاقتصادي بشكل قوي قرر البنك فيما بعد مد فترة العمل به إلى ديسمبر 2017 بوتيرة شهرية أقل من 80 إلى 60 مليار يورو شهريًا بداية من الشهر الجاري،  ومن المتوقع أن يكون للبيانات الأخيرة تأثير إيجابي على نبرة دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي ولكنه قد يؤكد على عدم التسرع في تقليل السياسة التسهيلية خاصة بعد التأكيد على ذلك خلال التصريحات الأخيرة وهو ما قد يزيد على الضغوط على اليورو. الجدير بالذكر أن رفع المركزي الأوروبي لتوقعات التضخم سيكون إيجابي لليورو.

رسم بياني يوضح مسار معدلات التضخم التي تعافت من أدنى مستوياتها إلى أعلى مستوياتها بالتزامن مع القرارات التسهيلية التي اتخذها المركزي الأوروبي:

 

البطالة (إيجابي)

تستقر معدلات البطالة في منطقة اليورو عند أدنى مستوياتها منذ عام 2009 عند 9.5% وهناك علاقة وثيقة بين تحسن النمو الاقتصادي وتراجع معدلات البطالة.

أداء القطاعات بمنطقة اليورو خلال شهر مارس (إيجابي)

تستقر أيضًا مؤشرات مدراء المشتريات بمنطقة اليورو فوق المستوى 50 مما يدل على استمرار نمو القطاعات خلال النصف الأول من العام الجاري وشهد بعضها المزيد من التحسن.

قيمة اليورو (حيادي)

قد يحاول دراحي غدًا الضغط على اليورو من خلال تصريحاته بالمؤتمر الصحفي ولهذا نميل إلى سيناريو الهبوط أكثر، وفي حال استقرت تداولات اليورو دولار تحت المستوى 1.1050 بعد انتهاء المؤتمر الصحفي فمن المتوقع أن يواصل الزوج تراجعه.

ومن المعروف أن سعر صرف يلعب دورًا هامًا في تحديد معدلات التضخم إذ أن انخفاض قيمة العملة يعني ارتفاع أسعار السلع والخدمات وهو ما يعنيه التضخم.

الجدير بالذكر أن المركزي الأوروبي لا يستهدف سعر الصرف ولكن تراجع قيمة اليورو يعمل في صالح تحقيق أهدافه المرجوة.

  أسعار الطاقة (سلبي)

لم تنعكس أثار تراجع أسعار النفط الحالي من حوالي 53 إلى 49 دولار للبرميل على معدلات التضخم بعد ولهذا من المتوقع أن يسعر البنك المركزي الأوروبي الآثار السلبية للتراجع الحالي على معدلات التضخم خلال الشهور المقبلة، خاصة أن ارتفاع التضخم خلال الآونة الأخيرة يرجع بشكل كبير إلى ارتفاع أسعار مكون الطاقة.


 معدلات الفائدة

بالرغم من التسريبات السابقة حول مناقشة المركزي الأوروبي احتمالية رفع الفائدة على الودائع قبل إنهاء برنامج التيسير النقدي إلا أنه من المتوقع ألا يؤكد دراجي على هذه التوقعات غدًا (سلبي لليورو)

ونتوقع أن يتم رفع الفائدة من النطاق السلبي  بمطلع العام المقبل لدعم رؤوس الأموال في منطقة اليورو إذ أن معدلات الفائدة السلبية الحالية تضر بأرباح البنوك ولهذا لن تدوم لفترة طويلة جدًا.

 

برنامج التيسير النقدي

من المتوقع ألا يلمح المركزي الأوروبي إلى نيته في خفض حجم برنمج التيسير النقدي حتى التأكد من استدامة النمو الاقتصادي التأكيد على مرونة التحكم في حجم وفترة البرنامج وفقًا لما تتطلبه الأوضاع الاقتصادية. (سلبي لليورو)

 الأوضاع السياسية

بالنظر إلى العوامل الاقتصادية السابقة نلاحظ أنها تدعم النظرة الحيادية لليورو  ولكن على الجانب السياسي من المتوقع أن تتسم تصريحات دراجي بالحذر حتى موعد الاعلان عن الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم 7 مايو المقبل، وللمزيد من التفاصيل حول هذا الملف ننصحكم بالاطلاع على التقرير التالي:

مقارنة بين توجهات لو بين وماكرون السياسية والاقتصادية وتأثيرها على اليورو

ما نستنتجه من نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية


النظرة الفنية

من المتوقع أن يظل اليورو دولار تحت وطأة الضغوط طالما استقرت تداولاته تحت المستوى 1.1050 وللمزيد من التفاصيل حول اتجاه اليورو دولار القادم ننصحكم بالاطلاع على التحليل الفني التالي:

هل يكتفي اليورو دولار بما قدمه من ارتفاع إلى الآن؟

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image