ما نستنتجه من نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية

ما نستنتجه من نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية

عادت الثقة إلى الأسواق من جديد بعدما انتقل مرشح الوسط إيمانويل ماكرون إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على أعلى نسبة أصوات مقابل مرشحة اليمين المتطرف لوبين. هذا ومن المقرر أن يكون هناك جولة ثانية يوم 7 مايو للإعلان عن من سيتربع على عرش الرئاسة الفرنسي طوال الخمسة أعوام المقبلة. وحتى هذا الوقت قد تشهد الأسواق العالمية العديد من التقلبات، حيث ستلعب استطلاعات الرأي في الأيام المقبلة دورًا رئيسيًا في تحركات اليورو مقابل أغلب العملات الرئيسية.

ما هي فرص اعتلاء ماكرون عرش الرئاسة؟

تزايدت فرص فوز إيمانويل ماكرون على منافسته بعدما حصل على أعلى نسبة أصوات خلال الجولة الأولى. فقد جاءت نتائج 95% من الأصوات لصالح ماكرون والذي حصل على نسبة 23.8%، بينما حصلت لوبين على 21.5%. وتمكن ماكرون من حشد 8.4 مليون صوت خلال الجولة الأولى. وكان مرشح الوسط مستبعد في البداية للوصول إلى المرحلة النهائية من الانتخابات. إلا أن توجهاته واتسامه بالحيادية جعلت أغلب المواطنين يعتقدوا أنه طوق النجاة للتخلص من لوبين والتي تعتزم الخروج نهائيًا من منطقة اليورو. فقد كان وزير اقتصاد خلال ولاية فرانسوا أولاند مما يجعله مؤيدًا بشكل قوي وجود فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي.

 

انتخابات الرئاسة الفرنسية لعام 2017 فريدة من نوعها:

فعلى الرغم من حصول ماكرون على أعلى نسبة أصوات، إلا أن نتائج الجولة الأولى قد أظهرت انقسام الشعب الفرنسي. فقد تقاربت نسب التصويت بين المرشحين بشكل كبير. وهو ما يُزيد من حالة الغموض جراء من سيفوز في تلك الانتخابات والتي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي منذ بداية العام الجاري.

وقد كانت الانتخابات هذا العام فريدة من نوعها. فطوال الأعوام المنصرمة تأقلمت الأسواق على انتقال كل من مرشحي حزب اليمين واليسار إلى الجولة النهائية بنسب تتخطى 30%. ولكن لم يتمكن أحد المرشحين نهائيًا في انتخابات 2017 تخطي تلك النسب. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استبعاد مرشح اليسار من الجولة الأولى نهائيًا مع تراجع شعبيته بشكل كبير.

أيضًا يجدر الإشارة إلى وصول ماكرون صاحب التاسعة والثلاثون عامًا إلى المرحلة النهائية يعتبر الأول من نوعه. ففوز ماكرون في تلك الانتخابات سيجعله أصغر رئيس لفرنسا، وأول رئيس للبلاد لا ينتمي إلى حزب كبير.

 

احتمالات فوز لوبين تتراجع:

ففي الوقت الذي تتنامى فيها احتمالات فوز ماكرون، تراجعت شعبية لوبين بشكل كبير. فعلى الرغم من وقوع الهجوم الإرهابي في باريس قبل انعقاد الجولة الأولى بأيام قليلة والتي ساهمت في زيادة شعبية لوبين، إلا أن منافسها ماكرون قد تمكن من حشد أعلى نسبة أصوات في الجولة الأولى. فكان برنامج لوبين الانتخابي يتضمن تقنين معدلات الهجرة واعتزامها إجراء استفتاء مجرد توليها السلطة لخروج فرنسا من منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي نهائيًا. ويبدو أن الأسواق غير مستعدة للفريكست في الوقت الراهن بعدما استنزف ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قوتها الفترة الماضية وتسبب في استقرار حالة عدم اليقين عند أعلى مستوياتها التاريخية.

 

ماذا سيحدث في حالة فوز ماكرون؟

فقدوم ماكرون بدون حزب سياسي قوي يدعمه يجعله عُرضه للمعارضة القوية والتي من شأنها ستؤثر على تطبيق برنامجه الانتخابي في الأسواق. وبالتالي سيكون على ماكرون في هذا الوقت ضم البرلمان والحكومة في صفه حتى يتمكن من السيطرة على الأوضاع الفترة المقبلة. وقد تستمر حالة من التشتت لبعض الوقت خاصة بعدما ستتزايد احتمالات فوز حزب اليمين في البرلمان والذي سيكون من أكبر المعارضين له مع تباين توجهاتهم بشكل كبير. وعلى إثر هذا، من المتوقع أن يعاني الاقتصاد الفرنسي لفترة من الوقت مع هروب المستثمرين من البلاد وقد تستمر الأوضاع هكذا لفترة طويلة ما لم يتمكن ماكرون من السيطرة على الأوضاع واتخاذ إجراءات حازمة.

 

إطلع أيضًا على:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image