الانتخابات الفرنسية.. تأهل لو بين وماكرون يرفع حالة الحذر لدى الأسواق

الانتخابات الفرنسية.. تأهل لو بين وماكرون يرفع حالة الحذر لدى الأسواق

جاءت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية لتضع الأسواق أمام تحدٍ جديد وذلك بعد تأهل كل من المرشح المستقل إيمانويل ماكرون ومرشحة الجبهة الوطنية مارين لو بين إلى الجولة الثانية.  يأتي ذلك في الوقت الذي تخلى فيه الشعب الفرنسي عن مرشحي التيار المحافظ والتيار اليساري، لتعد تلك نقلة حقيقة في الوضع السياسي الفرنسي منذ خمسينات القرن الماضي. كانت النتائج قد أوضحت تفوق ماكرون بحصوله على نسبة 23.8% مقابل حصول لو بين على 21.5% مع هزيمة واضحة لكل من مرشح حزب المحافظين فرانسوا فيون والمرشح اليساري جون ميليشون. وفي حين أن الجولة الثانية أصبحت أكثر تحدياً خاصة مع التباين الصريح لتوجهات كلا المرشحين، إلا أن الأسواق اعتبرت تلك النتيجة من أفضل السيناريوهات للعملية الانتخابية. فمن جهة تم الإطاحة بأحد معارضي الإتحاد الأوروبي وهو المرشح اليساري جون ميليشون، ومن جهة أخرى تعلو الآراء بأن صفوف الشعب الفرنسي سوف تتوحد في صالح إيمانويل ماكرون، مما يضعف من إحتمالات الخروج الفرنسي من الإتحاد الأوروبي.

لكن هل سيكون فوز ماركون داعماً لليورو؟ في واقع الأمر، يبدو أن الأسواق تتأهب لتلك الإحتمالية بقوة. وبالاستناد على تفاعل الأسواق مع نتائج الجولة الأولى يمكن القول بأن فوز ماكرون سيكون داعماً لليورو. يرجع ذلك إلى عدد من الأسباب يترأسها تداعي خطر الخروج من الإتحاد الأوروبي  بالإضافة إلى ارتفاع الآمال حول سياسات ماكرون في إعادة الروح إلى الاقتصاد الفرنسي من جديد. وكان ماكرون قد تعهد بخفض الضرائب وتخفيف الأعباء التنظيمية على الشركات داخل البلاد، وبالتالي تهيئة مناخ أفضل للاستثمار. كذلك جذب الاستثمارات البريطانية إلى فرنسا من خلال خفض الضرائب مدى الحياة من 33% إلى 25%. وعن الأسر، فقد أعرب عن نيته في إلغاء الضريبة العقارية على  80% من الأسر. وتعد الخلفية الاقتصادية التي يتمتع بها ماكرون كوزيراً سابق لاقتصاد البلاد من أهم دواعم ارتفاع الثقة في قدرته على تقديم خطط واضحة وقوية لدعم النمو الاقتصادي.

أما عن إحتمالات فوز لو بين فلاتزال قوية، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التنبؤ بنتائج الجولة الثانية. يأتي هذا على الرغم من انحياز كافة استطلاعات الرأي مؤخراً لصالح ماكرون. ولكن ما شهدته الأسواق خلال العام الماضي بداية من الاستفتاء البريطاني وانتهاء بالانتخابات الأمريكية تجعل كافة السيناريوهات مطروحة وإن كانت شبه مستحيلة. هذا، وفي حال  تجسدت تلك الإحتمالات ونجحت لو بين في التفوق على منافسها، فقد نرى اتجاهات مخالفة في حركة اليورو حيث قد يتسبب ذلك في إعادة إحياء مخاوف الأسواق حول تفكك وحدة المنطقة الأوروبية خاصة مع معارضة لو بين الواضحة لسياسات الإتحاد الأوروبي الصارمة وإصرارها على ضرورة الانفصال لحماية مصالح البلاد. ولكن تستند لو بين بشكل أكبر في حملتها على عدد من القضايا الأخرى التي تمس الواقع الحالي منها حماية أمن البلاد والتصدي للإرهاب الإسلامي. وقد انتقدت نظيرها ماكرون بأنه سيكون استكمالاً لسياسات الرئيس الحالي فرانسوا أولاند مؤكدة بأنه لن يكون قادراً على إدارة البلاد بالشكل اللازم لمواجهة هذه التحديات. 

اقرأ أيضًا:

كل ما تحتاج معرفته حول الانتخابات الرئاسية الفرنسية وتأثيرها على الأسواق

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image