مستقبل أسواق النفط العالمية بعد اجتماع الدول المنتجة في الكويت

مستقبل أسواق النفط العالمية بعد اجتماع الدول المنتجة في الكويت

طرأت على أسواق النفط العديد من التغيرات خلال الفترة الماضية كان لها وقع ملموس على الأسعار العالمية. يأتي هذا في الوقت الذي توصلت فيه الدول المنتجه للنفط في نهاية نوفمبر الماضي إلى اتفاق يعتبر الأول من نوعه على مدار خمسة عشر عامًا، ألا وهي اتفاقية خفض الانتاج. فبعد الخسائر العديدة التي تكبدتها الأسعار توصلت الدول المنتجة سواء من داخل الأوبك أوخارجها إلى اتفاقية كبح الإمدادات لتقنين معدلات الانتاج في مسعى لدعم الأسعار العالمية. وقد اجتمعت بعض من الدول يوم الأحد الماضي في الكويت لإجراء مباحثات حول مدى امتثال الدول لاتفاقية خفض الانتاج والخيارات المتاحة التي قد تقدمها تلك الدول لدعم الأسعار.

  • خيار تمديد الاتفاقية:

فعلى الرغم من زيادة التوقعات التي تصب لصالح مد الدول المنتجة الاتفاقية لمدة ستة أشهر أخرى، إلا أن الاجتماع يوم الأحد قد خيب آمال الأسواق حيال اتخاذ الدول هذا الإجراء في اجتماع مايو المقبل المقرر انعقاده في فيينا. فقد فضلت بعض الدول التريث ورؤية تداعيات خفض الانتاج في الأسواق قبل اتخاذ أي إجراءات جديدة.

 

  • تباين توجهات الدول المنتجة:

ففي الوقت الذي أكد فيه كل من وزير النفط الكويتي ووزير الطاقة السعودي على استعداد بلادهما لمد اتفاقية كبح الإمدادات لدعم الأسعار العالمية ولحماية بلادهما من تكبد المزيد من الخسائر على المدى الطويل. أطل علينا وزير النفط الروسي والإيراني ليؤكدان على أنه من المبكر التطرق إلى هذا الاحتمال في الوقت الراهن، حيث يفضَل رؤية تأثير الاتفاقية في الأسواق قبل اتخاذ أي إجراءات جديدة. وعلى إثر تباين توجهات رؤى الأعضاء، أصبحت الأسواق أكثر استعدادًا لرفض الدول التوصل إلى اتفاق مد فترة خفض الانتاج لستة أشهر أخرى خلال الاجتماع المقبل.

 

  • مستجدات أسواق النفط العالمية:

وبالنظر إلى تطورات الأسواق على الصعيد العالمي، نجد أن النفط الصخري كان من أكبر المستفيدين من اتفاقية خفض الانتاج. فقد حقق النفط الأمريكي أكبر مكاسب له طوال العامين الماضيين مع لجوء المستثمرين إليه في ظل استغناء الدول المنتجة الأخرى عن حصتهم السوقية.

وأظهرت البيانات الصادرة عن بيكر هوجز، ارتفاع أعداد منصات الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بمقدار 20 لتصل إلى 809، لترتفع بذلك للأسبوع العاشر على التوالي. وارتفعت أعداد منصات الحفر بنسبة 75% مقارنة بالعام الماضي.

أيضًا يجدر بالذكر، اعتزام ترامب تخفيف القيود التنظيمية على قطاع الطاقة قد يُزيد الضغوط على أسعار النفط العالمية. ومن المتوقع ألا تتأثر الأسواق بمحاولات الأوبك جراء خفض انتاجها النفطي لتواصل تراجعها الفترة القادمة في ظل استمرار زيادة انتاج النفط الأمريكي.

 

وعلى الصعيد الفني، شهدت أسعار النفط بعض التعافي خلال تداولات اليوم في أعقاب ارتدادها من خط الاتجاه الصاعد المرسوم على الإطار الزمني اليوم. هذا ومع ظهور التشبع البيعي على مؤشر الستوكاستيك، من المتوقع أن تحقق الأسعار بعض المكاسب وقد تعود لاختبار المستوى 49.60 دولار للبرميل، قبل عودة الضغط البيعي للاستحواذ على التداولات من جديد ودفع الأسعار للتراجع إلى المستوى 47.10، ومن ثَم المستوى 44.77 دولار للبرميل. وتبقى توقعاتنا السلبية قائمة إزاء النفط الفترة القادمة طالما استقرت التداولات أدنى المستوى 49.60 دولار للبرميل خاصة مع تقاطع المتوسطين المتحركين لإغلاق 50 و100 يوم.

ولتكوين صورة أوضح عن اجتماع يوم الأحد إطلع على:

هل سينقذ اجتماع منتجي النفط في الكويت الأسعار من التراجع؟


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image