عوامل دعمت ارتفاعات الدولار الاسترالي، وهل تستمر؟

عوامل دعمت ارتفاعات الدولار الاسترالي، وهل تستمر؟

تغلب الدولار الاسترالي بقوة على نظيره الأمريكي منذ أواخر ديسمبر من العام 2016. وجاءت ارتفاعات الزوج الأخيرة لتتجاهل سلبية الأداء الاقتصادي المحلي وقوة الدولار الأمريكي مدعوماً بتزايد توقعات رفع الفائدة لأكثر من مرة هذا العام. كان زوج الاسترالي دولار قد تمكن من تحقيق ارتفاعات قوية من مستويات تدوله منتصف ديسمبر عند 0.7150 وصولاً إلى مستوياته الحالية 0.7680. في حين أن هذا الارتفاع لم يكن متوقعاً، إلا أن هناك عدد من العوامل قدمت الدعم للدولار الاسترالي خلال الآونة الأخيرة ومنها: تعافي أسعار السلع، السياسة النقدية وأخيراً بحث المستثمرين عن العائدات المرتفعة.

تعافي أسعار السلع.

على غرار عملات السلع الأخرى، تتأثر قيمة الدولار الاسترالي بحركة أسعار السلع. وفي ظل التعافي الأخير لأسعار السلع على الصعيد العالمي، تحسن النشاط التجاري لاستراليا بشكل ملحوظ منذ نوفمبر حيث تمكن الاقتصاد من تحقيق فائض تجاري تخطى حاجز الـ 3.5 مليون دولار استرالي في ديسمبر الماضي للمرة الأولى على الإطلاق. جاء هذا على خلفية ارتفاع الصادرات بما يعادل 5.4%، وهو ما يفسر ارتفاع الطلب على الدولار الاسترالي دافعاً إياه إلى الارتفاع بهذا النحو.

السياسة النقدية.

كان الدولار الاسترالي ضحية توقعات رفع الفائدة الأمريكية خلال الشهور الأخيرة من 2016، وكذلك الدولار النيوزلندي. فبالرغم من تعافي أسعار السلع آنذاك بالإضافة إلى ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرون، إلا أن الدولارين الاسترالي والنيوزلندي لم ينجحا في التغلب على قوة الدولار الأمريكي الذي تلقى دعماً منقطع النظير مع  تعليق الأسواق آمالها على سياسات ترامب المالية في دعم النمو الاقتصادي بالشكل الكافي الذي يضمن استمرار الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة خلال 2017. حيث أن سد الفجوة بين السياسات المالية لكلا البلدين مقابل الولايات المتحدة سيؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال من الاقتصادين الاسترالي والنيوزلندي إلى نظيرهما الأمريكي. وهو ما حدث بالفعل بعد إعلان الفيدرالي عن رفع الفائدة خلال اجتماعه الأخير للعام الماضي وسط توقعات برفع الفائدة لثلاث مرات جديدة هذا العام.

ولكن لم تتسق التطورات الأخيرة وخاصة تصريحات صناع القرار مع آمال الأسواق، حيث عاد الشك ليسيطر على مسار السياسة النقدية. فقد أشار الفيدرالي الأمريكي وكذلك عدد من صناع القرار إلى استحواذ حالة من عدم اليقين على تطلعات الوضع الاقتصادي والتي تنجم عن غموض السياسات المالية في عهد ترامب. وهو ما أثقل على الدولار الأمريكي بقوة.

على الجانب الأخر، اتسم البيان الأخير للاحتياطي الاسترالي بالإيجابية الواضحة حول التطورات الأخيرة معرباً عن ثقته في عودة الاقتصاد إلى مستوياته المرجوة خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع ارتفاع تدريجي في مستوى التضخم. وقد استقبلت الأسواق تلك النبرة الإيجابية بأنها انعكاساً لتقلص إحتمالات خفض الفائدة هذا العام. وبالرغم من تأكيد البنك على استمرار ارتفاع قيمة الدولار الاسترالي عن المستويات المستهدفة تجارياً، إلا أنه لم يبدي أي استعداد للتدخل وإضعاف قيمة العملة.

هل يتوقف خفض الفائدة النيوزلندية والاسترالية هذا العام؟           

بحث المستثمرين عن العائدات المرتفعة.

في وقت أصبح فيه انخفاض معدلات الفائدة هو المعتاد، بات المستثمرين في بحث دائم عن عائدات مرتفعة. ومن بين الاقتصادات المتقدمة، تملك استراليا واحدة من أعلى معدلات الفائدة بنسبة 1.50%. هذا بالإضافة إلى تميز السندات الاسترالية بكونها آمنة، وهو ما شكل عامل جذب للعديد من المستثمرين. الأمر الذي ساهم في تقديم الدعم للدولار الاسترالي خلال الأونة الأخيرة. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image