هل تنجح قرارات الأوبك في إعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية؟

هل تنجح قرارات الأوبك في إعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية؟

توصلت منظمة الدول المصدرة للبترول OPEC إلى اتفاق ينص على خفض الإنتاج للمرة الأولى منذ 2008. يأتي ذلك ضمن جهود المنظمة المتواصلة لإعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية بعد أزمة دامت لأكثر من عامين حتى الآن. وقد نص الاتفاق على أن يتم خفض إنتاج المنظمة بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، ليتراجع الإنتاج الإجمالي من 33.6 إلى 32.5 مليون برميل في اليوم الواحد. ويتم العمل بهذا القرار بدءاً من يناير المقبل وحتى ستة أشهر قابلة للتمديد إن لم تستجب الأسواق بالشكل المتوقع.

رد فعل الأسواق.

استجابت أسعار النفط بإيجابية لقرار خفض الإنتاج لتسجل ارتفاعات ملحوظة وصلت إلى 9% خلال تداولات الأربعاء الماضي. ولكن تعالت تحذيرات الخبراء بضرورة التزام الحذر من جانب المستثمرين حيث تتزايد الشكوك حول مدى التزام بعض الدول بتلك القرارات . على الجانب الأخر، فإن حجم الخفض قد لا يكون كافياً لتغيير مسار الأسواق ودفع الأسعار إلى الارتفاع مرة جديدة، كما أن تعافي  الأسعار قد يبدو جاذباً أمام بعض الدول خارج المنظمة كالولايات المتحدة لزيادة إنتاجها النفطي. وبالتالي ستكون قرارات المنظمة دون تأثير يُذكر على الأسعار.


تداعيات القرار على دول المنظمة.

جدير بالذكر أن هذا القرار نتج عن مفاوضات مطولة خاصة مع تعارض آراء الدول حول حجم الخفض الضروري لدعم الأسعار، فضلاً عن اختلاف نسب الخفض بين دولة وآخرى ليتناسب مع حجم إنتاجية كل دولة على حدة. كما يُذكر إصرار المنظمة، وبشكل خاص المملكة السعودية، على ضرورة المشاركة الإيرانية في خفض الإنتاج خاصة مع اعتزامها مواصلة رفع الإنتاج وصولاً إلى مستويات ما قبل العقوبات.

هذا، ويأتي القرار في الوقت الذي تلفظ فيه بعض الدول أنفاسها الأخيرة مثل فنزويلاً، حيث من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة قد تصل إلى 10% خلال العام، مسجلاً أقوى وتيرة انكماش تاريخياً. أما الدول الكبرى كالمملكة السعودية وكندا فقد تمكنت من التماسك بالرغم من تضررها من تداعيات الأزمة الأخيرة. وعلى الجانب السلبي، فإن ثقة الأسواق لاتزال محدودة خاصة وأن القرارات الأخيرة وحدها لن تكون قادرة على دفع الأسعار إلى مستويات المائة مرة أخرى.


ماذا بعد قرار الأوبك.

أعلنت المنظمة بأنها قادرة على تسوية اتفاق مع الدول من خارج المنظمة يتضمن خفض الإنتاج بحوالي 600 ألف برميل يومياً أو أكثر. كما أكدت على موافقة الجانب الروسي على خفض الإنتاج بما يقارب 300 ألف برميل في اليوم الواحد تضامناً مع جهود المنظمة لدعم الأسعار. وكانت الأوبك قد أوضحت استهدافها لمستويات 55/60 دولار للبرميل، على أن يتم استئناف المحادثات إن لم تصل الأسعار إلى المستويات المرغوبة.


حصة الدول.

ومن المقرر أن تشارك الدول الكبرى للمنظمة بالحصة الأكبر في حجم الخفض، حيث من المتوقع أن تقوم المملكة السعودية بخفض إنتاجها إلى 10.058 مليون برميل يومياً، وأن تخفض الإمارات العربية إنتاجها اليومي إلى 2.874 مليون برميل، وكذلك الكويت إلى 2.707 مليون برميل في اليوم الواحد.


ما لا تعرفه عن قرار الأوبك.

  • هو أول قرار لخفض الإنتاج تتفق عليه كافة الدول منذ 8 أعوام.
  • سيتم إعفاء كل من ليبيا ونيجريا من قرار الخفض وذلك لتضرر مستويات الإنتاج بالفعل جراء توتر الأوضاع السياسية.
  • ستكون هناك لجنة وزارية لمراقبة مجريات تنفيذ القرار، تتكون من وزراء النفط بكل من الجزائر، الكويت، فنزويلا بالإضافة إلى دولتين من خارج المنظمة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image