بيانات التوظيف اليوم ستحدد توجهات الفيدرالي الأمريكي

بيانات التوظيف اليوم ستحدد توجهات الفيدرالي الأمريكي

بعدما أصبح الفيدرالي الأمريكي على مشارف اتخاذ قرار رفع الفائدة خلال الاجتماع المقرر انعقاده يومي 13 و14 ديسمبر لأول مرة منذ بداية العام الجاري، تستعد الأسواق لبيانات التوظيف الأمريكية خلال ساعات، حيث ستكون تلك البيانات النقطة الفاصلة التي ستؤكد اتخاذ قرار رفع الفائدة، بل أنها ستلعب دورًا هامًا في تحديد توجهات الفيدرالي الأمريكي العام المقبل.

ويُذكر أن الاحتياطي الفيدرالي قد قام بتأجيل قرار رفع الفائدة طوال العام في ظل توتر الأوضاع العالمية وارتفاع حالة عدم اليقين وضعف البيانات الاقتصادية، ولكن مع هدوء الأسواق العالمية واستمرار الاقتصاد الأمريكي في وتيرة نموه، ومع وجود علامات على استدامة نمو قطاع سوق العمل كما أشار أغلب صناع القرار، أصبحت الأسواق مستعدة لاتخاذ هذا القرار في ديسمبر خاصة مع إشارة البنك طوال الفترة الماضية على أن قرار رفع الفائدة يعتمد بشكل رئيسي على مدى تحسن البيانات الاقتصادية.

في البداية تشير أغلب التوقعات إلى إضافة سوق العمل 177 ألف وظيفة في نوفمبر الماضي، مقابل 161 ألف. أما بالنسبة إلى معدلات الأجور، فمن المتوقع أن تتباطأ وتيرة نموها، على أن يرتفع متوسط دخل الفرد في الساعة بنسبة 0.2%، مقابل نسبة 0.4%، وفي النهاية من المتوقع أن تستقر معدلات البطالة عند نسبة 4.9%.

 

  • ماذا حدث في قطاع سوق العمل الفترة الماضية؟

بالنظر إلى بيانات التوظيف طوال العام الجاري، نجد أن قطاع سوق العمل تمكن من إضافة متوسط 181 ألف وظيفة في الشهر، وكانت أقل قراءة طوال العام في مايو، عندما أضاف سوق العمل متوسط 24 ألف وظيفة فقط. على الجانب الأخر، سجل مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الغير زراعي أكبر قراءة له طوال العام في يونيو بمتوسط 271 ألف وظيفة. وبوجه عام، يرى البعض أنه في حالة تمكن القطاع من إضافة أكثر من 180 ألف وظيفة في نوفمبر، فسيكون هذا مؤشرًا قويًا على قوة سوق العمل واستمراره في وتيرة نموه ليكون داعمًا لوتيرة التشديد النقدي التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي.

 

  • مدى اهتمام الأسواق بمعدلات الأجور؟

على الجانب الأخر، تصب الأسواق اهتمامها اليوم نحو معدلات الأجور نظرًا للدور الهام الذي تلعبه في تحديد توجهات الاحتياطي الفيدرالي، باعتبارها داعمًا قويًا للانفاق الاستهلاكي، وبالتالي معدلات التضخم. هذا وقد سجلت معدلات الأجور أقوى وتيرة نمو في أكتوبر الماضي، حيث ارتفع متوسط دخل الفرد في الساعة على أساس سنوي بنسبة 2.8% ليعزز قوة سوق العمل وثقة الأسواق حيال القطاع بوجه عام. أيضًا ساهم نمو معدلات الأجور بتلك الوتيرة في زيادة توقعات استمرار ارتفاع معدلات التضخم نحو الهدف المحدد لها عند 2% والنمو الاقتصادي بشكل عام في ظل زيادة انفاق الأسر.

 

  • المخاطر التي تواجه سوق العمل في الوقت الحالي:

على الرغم من استقرار معدلات البطالة قرابة نسبة 5% طوال العام (النسب التي استقرت عندها البطالة قبل الأزمة العالمية)، إلا أن هذا الأمر قد يعود بشكل أساسي إلى استقرار نسب المشاركة في سوق العمل قرابة أدنى مستوياتها على مدار سبعة أعوام، وبالتالي يحتاج سوق العمل في الوقت الحالي إلى ارتفاع نسب المشاركة لضمان استدامة نموه العام المقبل. أيضًا من المخاطر التي تواجه القطاع، ارتفاع أعداد العاملين بدوام جزئي وارتفاع معدلات الأشخاص الذين توقفوا عن البحث على وظائف، وهو ما يعتبره البعض مؤشرًا على ركود القطاع إلى حد ما، وقد يستحوذ هذا الركود بشكل قوي على القطاع ككل إذا لم تتراجع تلك النسب.

 

  • هل سيكون للطقس تأثيرًا على بيانات التوظيف اليوم؟

بالطبع سيكون للطقس تأثيرًا على البيانات اليوم. فكما تعودنا طوال الأعوام الماضية على أن بيانات التوظيف قد تنتابها حالة من الضعف بسبب أحوال الطقس، وبالتالي يرى البعض، انه حتى لو جاءت بيانات سوق العمل اليوم دون توقعات الأسواق، فإن هذا الأمر قد لا يكون مؤشرًا على ضعف القطاع بوجه عام، ولكنه أمرًا مؤقتًا حتى استقرار الأوضاع الجوية.

 

في النهاية يجب الوضع في الاعتبار، أنه في حالة أن جاءت البيانات اليوم أفضل من توقعات الأسواق، سيكون هذا داعمًا قويًا لقرار رفع الفائدة في ديسمبر خاصة مع استقرار الأوضاع المحلية والعالمية وعودة الهدوء إلى الأسواق المالية مع انتهاء الانتخابات الرئاسية، فضلاً على أن إيجابية البيانات اليوم ستدعم استمرار الفيدرالي الأمريكي في وتيرته التشديدية العام المقبل، حيث ستكون تلك البيانات مؤشرًا قويًا على استدامة نمو القطاع بوتيرة قوية طوال العام المقبل.

 

إطلع أيضًا على:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image