هل يتسبب فشل الاستفتاء الإيطالي في ارتفاع اليورو

هل يتسبب فشل الاستفتاء الإيطالي في ارتفاع اليورو

تعرض اليورو لضغوط هبوطية على مدار الآونة الأخيرة نتجت عن ضعف الأداء الاقتصادي من جهة وتوتر الوضع السياسي في العديد من دول المنطقة الأوروبية من جهة أخرى. كانت أزمة الحكومة الإيطالية من أهم دواعم تفاقم حدة التوتر السياسي وارتفاع حالة عدم اليقين، مع اتجاه الحكومة برئاسة ماتيو رينزي إلى إدخال بعض التعديلات على النظام التشريعي للبلاد، وإعادة هيكلية مجلس الشيوخ. هذا، وبعد أن فشلت الحكومة في الحصول على تأييد أو موافقة ثُلثي البرلمان لتمرير التعديلات الجديدة، لم تجد الحكومة مفراً من ترك الخيار للشعب الإيطالي عن طريق استفتاء شعبي للتصويت على التعديلات التشريعية. وكان رينزي قد أكد على استقالته من منصبه إذا تعارضت نتائج الاستفتاء مع آراء الحكومة. وقد أظهرت أحدث استطلاعات الرأي معارضة الأغلبية لتلك التشريعات، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين السياسي بالمنطقة خلال الفترة المقبلة.

استناداً على تلك الأوضاع، تتجه التوقعات في صالح تراجع اليورو على مدار الفترات المقبلة مثقولاً بغموض المستقبل السياسي بالمنطقة، خاصة مع استمرار توتر  الأوضاع مع خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي. على الجانب الأخر،  تظهر بعض الآراء المدعمة لشراء اليورو مستفيداً من الفشل المتوقع للاستفتاء. ويرجع هذا إلى بعض الأسباب منها:

  • في بعض الأحيان، نحاول ترجمة حركة السعر لتتوافق مع رؤيتنا الخاصة بشكل أو بأخر حتى وإن كانت فعلياً تتعارض مع تلك الرؤية.
  • في حال توافقت تحركات الأسواق مع رؤيتنا الخاصة، فلا يمكننا إنكار أو تجاهل حقيقة أن السلوك العشوائي خلال أوقات الأزمة صعب التوقع وإنما يكون مدفوعاً في النهاية بمشاعر المستثمرين.
  • على الرغم من الدور الفعال الذي يلعبه التحليل الفني في توقع حركة السوق، إلا أن هناك اعتقاد بأن كل لحظة في الأسواق فريدة من نوعها، وليست كل تحركات الأسواق قابلة للتوقع أو الرصد.

هذا، ويشير اتساع الفارق بين العائدات الإيطالية لأجل 10 سنوات وبين حركة زوج اليورو دولار إلى زيادة المخاطر التي قد تطرأ على تحركات السوق على خلفية غموض الأحداث المرتقبة، ولعل ارتفاع العائدات الإيطالية بالمقارنة مع العائدات الأوروبية يعزز إحتمالات فشل الاستفتاء الإيطالي في تغيير النهج التشريعي للبلاد. جدير بالذكر أن رفض الشعب لتلك التعديلات واستقالة الحكومة قد يضع البلاد في مفترق طرق، حيث تتزايد إحتمالات سير إيطاليا على خطى المملكة المتحدة والمطالبة بالانفصال عن الإتحاد الأوروبي، خاصة مع استمرار ضعف النمو الاقتصادي داخل الكيان الأوروبي. الأمر الذي قد يزيد المخاطر على وحدة المنطقة الأوروبية بوجهٍ عام وعلى اليورو بشكل خاص. 

اقرأ أيضاً: 

رئيس الورزاء الإيطالي يعلن استقالته من منصبه في حال خسارة الاستفتاء


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image