ثقة الأعمال الألمانية تسجل أعلى مستوياتها وتدعم منطقة اليورو

ثقة الأعمال الألمانية تسجل أعلى مستوياتها وتدعم منطقة اليورو

عاودت ثقة الأعمال الألمانية ارتفاعها بشكل قوي بعد حالة الضعف التي انتابتها منذ مطلع العام الجاري بسبب الاستفتاء البريطاني والذي أسفر عن خروجها من الاتحاد الأوروبي في النهاية، حيث تسبب هذا الأمر في تراجع ثقة المستثمرين وارتفاع المخاوف واستحواذ حالة عدم اليقين على الاقتصاد الأوروبي بوجه عام، ولا سيما الاقتصاد الألماني والذي يعتبر أكبر اقتصاديات منطقة اليورو، ولكن مع تراجع المخاوف نسبيًا وهدوء الأوضاع، عادت الثقة تدريجيًا في اقتصاد المنطقة مدعومة بعودة زخم نمو أكبر اقتصاد في أوروبا.

هذا وقد أظهرت البيانات الصادرة عن معهد IFO للبحث الاقتصادي والذي يقوم بإجراء استطلاع على 7000 مؤسسة فيما يتعلق بتقيمهم بأوضاع العمل وخطتهم على المدى القصير، ارتفاع مؤشر IFO لمناخ الأعمال إلى أعلى مستوياته لأكثر من عامين ليصل إلى 110.5، حيث تعتبر تلك القراءة الأكبر منذ إبريل 2014، فائقًا التوقعات التي أشارت إلى ارتفاعه على نحوٍ طفيف من 109.5 إلى 109.6.

أيضًا أظهرت الإحصائيات التي أجراها المعهد تحسن الأوضاع الحالية وارتفاعها من 114.7 إلى 115.00. على الجانب الأخر، ارتفعت تطلعات الأعمال لتصل إلى 106.1 مقارنة بالقراءة السابقة عند 104.5 نقطة.

ومن العوامل الرئيسية التي ساهمت في عودة الثقة في الاقتصاد الألماني، نمو القطاع التصنيعي خلال شهر أكتوبر الجاري بأسرع وتيرة على مدار ثلاثة أعوام في ظل ارتفاع معدلات التوظيف داخل القطاع ونمو معدلات الطلب الخارجي خاصة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفي دول أسيا.

ونفى البنك المركزي الألماني خلال تقريره الشهري الصادر بالأمس ضعف النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث، حيث من المتوقع أن تظهر البيانات تماسك الاقتصاد بل والاستمرار في تعافيه بوتيرة قوية، وقد أضاف أنه من المتوقع أن يُشكل كل من قطاع الصادرات والتصنيعي داعمًا قويًا للاقتصاد الألماني.

هذا وقد جاءت تصريحات معهد IFO في أعقاب صدور البيانات لتُفيد أن السياسة النقدية التي يتبعها البنك المركزي الأوروبي تحرز تقدمًا ملحوظًا في الاقتصاد الألماني. وقد أضاف إلى تلاشي الآثار السلبية الناجمة عن الاستفتاء البريطاني على الأوضاع الاقتصادية وثقة المستثمرين ليعاود المؤشر ارتفاعه مرة أخرى. وعن الأوضاع الاقتصادية المحلية، أشار المعهد إلى تعافي كل من الاستثمار والانتاج، ومن المتوقع أن تدعم معدلات الاستهلاك النمو الاقتصادي بشكل قوي. أما عن الأوضاع العالمية، فقد ذكر المعهد إلى هدوء الأوضاع على الصعيد العالمي واستقرار الأسواق المالية إلى حد ما بعد التقلبات التي عانت منها خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن يشهد قطاع الصادرات تحسنًا ملحوظًا الفترة المقبلة في ظل تحسن الأوضاع الأمريكية والصينية.

أما عن تداولات اليورو، فنجد أن الدعم الشرائي قد استحوذ على تداولات العملة مدعومًا بإيجابية البيانات ليرتفع زوج اليورو دولار من أدنى مستوياته 1.0868 مستهدفًا مستوى المقاومة 1.0893، وفي حالة ارتفاع الزوج والإغلاق أعلى المستوى 1.0900، من المتوقع أن يحقق الزوج مزيدًا من المكاسب لتتجه أنظار الأسواق نحو المستوى 1.0950.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image