الأوضاع الألمانية تستقر مجددًا مع عودة الثقة وتدعم منطقة اليورو

الأوضاع الألمانية تستقر مجددًا مع عودة الثقة وتدعم منطقة اليورو

عاودت ثقة الأعمال الألمانية ارتفاعها مرة أخرى بعدما تغللت حالة عدم اليقين على أغلب القطاعات الألمانية بسبب نتائج الاستفتاء البريطاني والذي أسفر عن خروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث تسبب هذا الأمر في تراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الألماني بشكل خاص واقتصاد منطقة اليورو بوجهٍ عام.

هذا وقد أظهرت البيانات الصادرة عن معهد IFO للبحث الاقتصادي والذي يقوم بإجراء استطلاع على 7000 مؤسسة فيما يتعلق بتقيمهم بأوضاع العمل وخطتهم على المدى القصير، ارتفع مؤشر مناخ الأعمال الألماني خلال شهر سبتمبر إلى 109.5 نقطة، حيث تعتبر تلك القراءة الأعلى منذ يونيو 2014 (أي ما يتخطى العامين) فائقًا التوقعات التي أشارت إلى 106.3 والقراءة السابقة عند 106.2 والتي تمت مراجعتها بقراءة قدرها 106.3. أيضًا أظهرت البيانات الصادرة عن المعهد تحسن الأوضاع الحالية وارتفاعها من 104.5 إلى 114.7.

هذا ويمكننا استنتاج مما سبق، أن الأوضاع الاقتصادية الحالية قد شهدت هدوءًا نسبيًا مؤخرًا، خاصة مع وجود دلائل تدعم عودة الثقة في الاقتصاد الألماني وتراجع المخاوف الناجمة عن الاستفتاء البريطاني، بل ومن المتوقع أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة القادمة في ألمانيا لتصبح داعمًا قويًا لاقتصاد منطقة اليورو.

وقد جاءت تصريحات معهد IFO في أعقاب صدور البيانات لتُفيد أنه من المتوقع أن يعاود الاقتصاد الألماني نموه مرة أخرى بعد هدوء الأوضاع العالمية في الآونة الأخيرة وعودة ثقة المستثمرين مرة أخرى. أيضًا أكد المعهد أن الشركات أصبحت أكثر تفاؤلاً حيال الاقتصاد الألماني الفترة القادمة وهو ما دعم ارتفاع المؤشر خلال سبتمبر الجاري. وقد أشار في النهاية إلى أكثر القطاعات التي عادت إليها الثقة بشكل كبير والتي تتمثل في القطاع التصنيعي والبناء، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات التجزئة في ظل استقرار الأوضاع.

ولكن يجب الوضع في الاعتبار، بعدما تباطأ النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني ليرتفع بنسبة 0.4% مقابل نسبة 0.7% تم تسجيلها في الربع الأول،  مازال الطريق طويلاً أمام الاقتصاد الألماني خلال رحلة تعافيه خاصة مع إشارة البنك المركزي الألماني خلال تقريره الشهري بالأسبوع الماضي، أنه من المتوقع أن يعاني الاقتصاد من تباطؤ نمو خلال النصف الثاني من العام مع استمرار وجود ضغوطات خارجية والتي تسببت في تباطؤ نمو قطاع الصادرات (أبرز نقاط التقرير الشهري لوزارة المالية الألمانية).

وقد استحوذ الدعم الشرائي على تداولات اليورو مقابل أغلب العملات الرئيسية مدعومًا بإيجابية البيانات، حيث ارتفع زوج اليورو دولار من أدنى مستوياته عند 1.1220 قرابة 50 نقطة ليسجل أعلى مستوياته عند 1.1270. هذا ويتم تداول الزوج حاليًا قرابة المستوى 1.1260.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image