هل تحسم تصريحات يلين قرار رفع الفائدة في سبتمبر؟

هل تحسم تصريحات يلين قرار رفع الفائدة في سبتمبر؟

أطلت علينا محافظ الفيدرالي الأمريكي جانيت يلين يوم الجمعة الماضية ضمن منتدى جاكسون هول الاقتصادي، للإدلاء بخطابها حول آليات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي. تطرقت يلين في خطابها إلى عدد من القضايا البارزة أهمها تطورات الوضع الاقتصادي خلال الفترة الأخيرة وانعكساتها على المسار المتوقع لخطوات السياسة النقدية. 

 

تقييم الوضع الاقتصادي.

اتسمت تصريحات يلين حيال التطورات الاقتصادية على مدار الفترة الأخيرة بالإيجابية، حيث أشارت إلى استمرار تحسن النمو الاقتصادي على الرغم من تعرضه لبعض المخاطر الهبوطية خلال الربع الثاني لتعرقل مسيرة النمو القوية التي استقلها الاقتصاد في الربع الأول من العام. ولكنها أوضحت أن النمو الاقتصادي مازال قوياً بالدرجة الكافية التي تضمن استمرار تحسن أوضاع سوق العمل ودفع أعداد التوظيف إلى المستويات المستهدفة.

كما أكدت يلين على استمرار توقعات لجنة السياسة النقدية بنمو الاقتصاد بوتيرة متوسطة مدعوماً بالنمو المتواصل لإنفاق الأسر. على الجانب الأخر، تم التأكيد على استمرار ضعف استثمارات الأعمال، تراجع الطلب العالمي وارتفاع قيمة الدولار، والذي يثقل بدوره على أداء قطاع الصادرات.

ولعل الجانب الأكثر إشراقاً في الاقتصاد الأمريكي كان سوق العمل، لتؤكد يلين على إضافة الاقتصاد متوسط 190 ألف وظيفة على مدار الثلاثة الأشهر الماضية. جدير بالذكر أن هذا المتوسط يعكس استمرار صلابة سوق العمل، فإذا رجعنا إلى تصريحات يلين على مدار العام الماضي، نرى تأكيدها على أن إضافة الاقتصاد 100 ألف وظيفة أو أكثر يضمن استدامة النمو، فيما أكد عضو اللجنة دينيس لوكهارت على أن تراوح مستويات التوظيف ما بين 80 و 100 ألف يعكس استمرار نمو سوق العمل، فيما أشار أن تجاوز متوسط التوظيف لـ 150 ألف وظيفة سيعزز من الثقة في أداء سوق العمل. 

وعن التضخم، صرحت يلين بأن مستوى التضخم مازال دون الهدف المحدد، إلا أنه قد يرجع إلى عدد من العوامل المؤقتة والتي قد تتلاشى مع مرور الوقت. وعليه، تستمر اللجنة في توقع عودة ارتفاع التضخم صوب الهدف 2% على مدار الأعوام القليلة المقبلة.


تزايد فرص رفع الفائدة.

استناداً على إيجابية الأداء الاقتصادي على مدار الأونة الأخيرة، أوضحت يلين أن فرص رفع الفائدة قد تزايدت بشكل ملحوظ خلال الشهور الماضية. كما واصلت تأكيدها على أن مسار السياسة النقدية يعتمد في المقام الأول على مدى تحسن البيانات الاقتصادية، ولا يُحدد بشكل مسبق.


أدوات السياسة النقدية.

تناول خطاب يلين عدد من النقاط حول أدوات السياسة النقدية وكيفية تعاملها مع الأزمات على مدار السنوات الأخيرة. ولعل أبرز النقاط التي تم التطرق إليها:

  • يتفق أعضاء لجنة السياسة النقدية على استمرار رفع الفائدة بوتيرة تدريجية حتى النسبة 3% حيث من المتوقع أن يتم الإبقاء على تلك النسبة لفترة مطولة من الوقت.
  • أكدت يلين على فاعلية الأدوات التي تم تطبيقها من جانب الفيدرالي في التصدي للأزمات، وهو ما أتاح للفيدرالي إمكانية رفع الفائدة خلال اجتماع ديسمبر الماضي.
  • تم الإشارة إلى أن المجال أمام خفض الفيدرالي لمعدل الفائدة يبدو محدوداً في حال مواجهة المزيد من الأزمات، خاصة مع تراوح توقعات الفائدة على المدى الطويل عند 3%.
  • عوضاً عن ذلك، قالت يلين بأن الفيدرالي قد ينظر في أدوات أخرى منها برنامج التيسير النقدي.
  • عززت يلين على أن اللجنة لا  تتوقع تطرق السياسة النقدية إلى أياً من تلك الأدوات في الوقت الحالي.
  • أشارت يلين أن الفيدرالي قادر على التعامل مع تراجع النمو بمجموعة واسعة من الأدوات الأخرى.
  • أشارت يلين إلى دور السياسة المالية للحكومة في دعم النمو الاقتصادي.

الدولار الأمريكي.

جاءت تصريحات يلين والإشارة إلى تزايد توقعات رفع الفائدة لتشكل دعماً منقطع النظير للدولار الأمريكي، لتخلصه من الضعف الذي أنتابه على مدار الفترة الاخيرة الماضية. ولكن على الجانب الأخر، ظلت مكاسب الدولار محدودة أمام العملات المنافسة مع غياب الإشارة بشكل واضح إلى موعد رفع الفائدة المحتمل، وتخلل البيان بعض الشكوك حول مدى تحقق شروط رفع الفائدة.

ثم استمر نائب يلين، ستانلي فيشر، في تقديم الدعم للدولار الأمريكي مؤكداً على أن تصريحات يلين تتسق مع توقعات رفع الفائدة خلال اجتماع سبتمبر، معززاً من اقتراب تحقق هدفي التضخم والتوظيف.


توقعات رفع الفائدة.

على الرغم من غياب التلميح المباشر إلى إمكانية رفع الفائدة في سبتمبر من عدمها، إلا أن الأسواق قد استقبلت الخطاب على نحوٍ إيجابي، لترتفع توقعات رفع الفائدة 25 نقطة خلال سبتمبر بشكل سريع من 21% إلى 42%.

احتمالات رفع الفائدة الأمريكية في سبتمبر ترتفع إلى 42%

 

وللإطلاع على نص التصريحات: 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image