الأسواق تستعد لبيانات الناتج المحلي الأمريكي غداً والدولار في ترقب حذر

الأسواق تستعد لبيانات الناتج المحلي الأمريكي غداً والدولار في ترقب حذر

تتوجه الأنظار إلى بيانات إجمالي الناتج المحلي بالولايات المتحدة خلال الربع الثاني من العام، حيث تعكس كافة المؤشرات تحسن الأداء الاقتصادي خلال الفترة المذكورة. هذا، وتشير توقعات الأسواق إلى نمو الناتج المحلي بنسبة 2.6% على أساس سنوي في الفترة من إبريل إلى يونيو، وذلك بعد مراجعة نمو الربع الأول على نحوٍ مرتفع من 0.5% إلى 1.1%. لكن كيف يمكننا الاستفادة من البيانات للاستدلال على مسار الاقتصاد خلال الفترة المقبلة؟

أولاً، يجب النظر إلى وتيرة نمو الناتج المحلي، وهل تتسارع بالفعل أم تعاني من التباطؤ. فعلى سبيل المثال، في حال أن سجل النمو نفس النسب المتوقعة، فبذلك يكون قد سجل أفضل وأسرع وتيرة نمو له على مدار عام كامل، وذلك بعد أن تباطأت وتيرته خلال الربعين الأخيرين لتظل دون المتوسط 2%. الأمر الذي إن تحقق فسوف يشير إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية وقدرة الاقتصاد على استكمال وتيرة التعافي.

كما يجب التركيز على تقييم النشاط التجاري والتحديات التي تواجهه. ويجدر الإشارة بأن الاستفتاء البريطاني وتداعياته لن تكون واضحة خلال البيانات الصادرة غداً، نظراً لوقوع الحدث أواخر شهر يونيو، وبالتالي لم يُتاح الوقت الكافي لتؤثر على الأداء التجاري. على الجانب الأخر، لا يزال قطاع الصادرات يُعاني بعض الضعف متأثراً بارتفاع قيمة الدولار وتباطؤ النمو العالمي. ولكن مع تحسن الاستهلاك المحلي، فقد يُظهر قطاع الواردات تحسناً، وقد تعمل تلك الفجوة على إثقال النمو بوجهٍ عام.

أما عن النشاط الاستهلاكي، نجد أن مبيعات التجزئة قد سجلت ارتفاعاً متواصلاً خلال الفترة من إبريل إلى يونيو، مما سيشكل داعماً قوياً للنمو، فضلاً عن تحسن الإنفاق الاستهلاكي والقوة التي أظهرتها بيانات ثقة المستهلك على الرغم من توتر الأوضاع العالمية خلال الآونة الأخيرة. وبالتالي قد تصب تلك العوامل في صالح النمو الإجمالي. هذا وإن التغير في مخزونات القطاع غير الزراعي قد شكل عبئاً على النمو خلال الـ 9 أشر الماضية، وبالتالي في حال ارتفاع المخزونات تزامناً مع تحسن الإنفاق الاستهلاكي، فقد يتلقى النمو دعماً ملحوظاً. 

جدير بالذكر وأنه بعد إبقاء الفيدرالي الامريكي خلال اجتماعه أمس على معدل الفائدة دون تغيير عند 0.50%، ستقوم الأسواق بمراقبة أداء البيانات الاقتصادية حتى موعد الاجتماع المقبل لتوقع مسار رفع الفائدة. وبالنظر إلى إيجابية نبرة البيان المصاحب لقرار الفائدة، فإن قوة البيانات خلال الفترة المقبلة ستعمل على تعزيز التوقعات باستكمال وتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة مجدداً قبل نهاية العام الجاري. 

أهم نقاط بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

 

هذا، ومع إيجابية البيانات ودعمها للدولار في تجاوز المستوى 96.54، والذي يُمثل مستوى تصحيح فيبوناتشي نسبته 61.8% للحركة الصاعدة من 95.89 إلى 97.60، فمن المتوقع أن يواصل الدولار ارتفاعه صوب مستويات 97.35 ومنها إلى 97.60، خاصة مع في حال جني الزخم الإيجابي على مؤشر الماكد. على الجانب الأخر، فإن كسر الزوج للمستوى 96.42 قد يفتح المجال أمام الهبوط باتجاه مستويات 95.90.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image