كمستثمر، كيف تستفيد من تقلبات الأسواق وتتفادى الخسارة

كمستثمر، كيف تستفيد من تقلبات الأسواق وتتفادى الخسارة

جاء قرار المملكة المتحدة بالتخلي عن عضوية الإتحاد الأوروبي بعدما دامت لأكثر من 4 عقود صادماً للمستثمرين ليخلق حالة من الذعر التي تسببت في حدوث بعض التقلبات العنيفة في الأسواق فور الإعلان عن نتيجة الاستفتاء. وفي وسط تلك الأوضاع وتفشي حالة عدم اليقين، من الطبيعي أن يشعر المستثمرون وخاصة الأفراد منهم بالخوف وبالتالي محاولة تأمين وضعهم المالي مستقبلاً. في هذا الصدد، نسرد فيما يلي ثلاثة من الخطوات الهامة التي يجب على المستثمرين والمتداولين اتباعها للتعامل مع تقلبات الأسواق.

أولاً، يجب التحلي بالهدوء وعدم إتخاذ قرارات سريعة وغير حكيمة ينتج عنها خسائر وخيمة. فلا تزال حالة الغموض هي المسيطرة خلال الفترة الراهنة وقد يكون الاستثمار في مجال محدد صعب للغاية وغير مضمون في الوقت الحالي. فالجدير بالذكر أن التقلبات الأخيرة قد تكون فقط البداية لمرحلة جديدة من التحركات العنيفة التي قد تشهدها الأسواق خلال الفترة المقبلة. على الرغم من الإغراءات التي يقدمها السوق وتبلور فكرة الشراء من المستويات المنخفضة الحالية تحسباً لارتفاع السعر مجدداً، إلا أن الوقت لا يزال مبكراً لإتخاذ تلك القرارات في الوقت الحالي إلى حين تتضح الرؤية العامة. ولكن يجدر بالإشارة إلى أن الاستثمار في الصناديق متعددة الأصول قد يكون هو الاختيار الأفضل في الوقت الحالي، طبقاً لآراء خبراء الاقتصاد.

ثانياً، التركيز على الاستثمارات طويلة المدى وليست قصيرة المدى. فحتى وإن تغير حال الأسواق بين ليلة وضحاها، فلاتزال أهدافك كمستثمر أو متداول ثابتة وهي الربح. فالأسواق فطبيعتها سوف تتجه إلى الارتفاع بنهاية المطاف وخاصة أسواق الأسهم. وهو الأمر الذي يجعل من الاستثمار في الأسهم واحداً من أفضل الوسائل لجني الأرباح على المدى الطويل. هناك العديد من المستثمرين من يناهضون فكرة الانتظار طويلاً ويروا أن المدى القصير هو الخيار الأفضل لتحقيق المكاسب، إلا أن التقلبات القوية والسريعة في الأسواق قد تتسبب في خسائر جسيمة.

ثالثاً، حاول الإطلاع على تطورات الأحداث ومراقبة تحركات الأسواق بكل حذر، وفي الوضع الحالي، يُنصح بمتابعة العوامل الجيوسياسية التي قد تؤثر على مسار الأسواق خلال الفترة المقبلة. لعل من أبرز تلك العوامل هو النمو الاقتصادي الصيني، المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن الخروج البريطاني ومدى تأثيره على وحدة المنطقة الأوروبية، الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، فشل آلية الفائدة السلبية في تحفيز النمو وضمان تعافي مستدام بكلٍ من اليابان ومنطقة اليورو، فضلاً عن نبرة الفيدرالي عن التطورات الأخيرة ومدى تأثيرها على النشاط الاقتصادي المحلي وخطوات السياسة النقدية القادمة.

 

في النهاية، يرى الخبراء أن المستثمر الناجح هو القادر على اقتناص الفرص الجيدة وتفادي أكبر قدر من الخسارة الممكنة في ظل الاوضاع المتدهورة التي نشهدها حالياً. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image