خروج بريطانيا يُثير مخاوف الأسواق من حدوث أزمة عالمية جديدة

خروج بريطانيا يُثير مخاوف الأسواق من حدوث أزمة عالمية جديدة

تكبدت الأسواق العالمية العديد من الخسائر خلال 24 ساعة الماضيين في ظل ارتفاع حالة عدم اليقين وارتفاع المخاوف بحدوث أزمة عالمية جديدة بعدما جاءت نتائج تصويت الاستفتاء لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52% مقابل نسبة 48% مع البقاء لتصبح بذلك بريطانيا أول دولة تخرج من الاتحاد الأوروبي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ازدادت المطالبات بخروج اسكتلندا من المملكة المتحدة لتسحتوذ حالة عدم اليقين على الاقتصاد العالمي ومن المتوقع أن تستمر تلك الحالة لفترة من الوقت.

 

  • أسواق الأسهم العالمية:

هذا وقد تكبدت الأسهم العالمية العديد من الخسائر خلال تداولات اليوم بدأتها في المستهل مع الأسهم الأسيوية والتي تكبدت خسائر فادحة خلال التداولات، وبالأخص الأسهم اليابانية، حيث تراجع مؤشر Nikkei 225 بنسبة 7.9% لتعتبر تلك أكبر نسبة خسارة تكبدها المؤشر منذ عام 2011 أي بمقدار 52.00 نقطة ليصل إلى 14864.01 مسجلاً أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2014. أما مؤشر Hang Sang في هونج كونج تراجع بنسبة 2.9%. من ناحية أخرى تراجع مؤشر SCI 1300 الصيني 1.19%.

وننتقل إلى سوق الأسهم الأوروبية لنجد أن مؤشر FTSE البريطانيا تراجع بنسبة 7% مع بداية جلسة اليوم مسجلاً أكبر نسبة خسارة منذ عام 2008. أما بالنسبة إلى مؤشر CAC40 الفرنسي نجد أنه تراجع بنسبة 10.05%، وتراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 9.60%. بالإضافة إلى خسارة العديد من البنوك الأوروبية مثل بنك كريدي أجريكول وبنك سوسيتيه جنرال، وخسارة البنوك البريطانية ما يقرب من 130 مليار.

أما بالنسبة إلى الأسهم الأمريكية ، تراجع مؤشر Dow بمقدار 516 نقطة ومؤشر Nasdaq بمقدار 172 نقطة أي بنسبة 3.6%، بالإضافة إلى تراجع مؤشر S&P بنسبة 2.6%.

 

  • سوق العملات الأجنيية:

أدى الاستفتاء البريطاني الذي جاء لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى حدوث العديد من التقلبات في سوق العملات الأجنبية. حيث تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي لأدنى مستوياته على مدار 31 عامًا أي منذ عام 1985 متجاوزًا المستويات التي استهدفها عقب حدوث الأزمة العالمية عام 2008، ليستهدف زوج الاسترليني دولار المستوى 1.3229. الأمر الذي دفع محافظ بنك انجلترا كارني ليصرح أن بنك انجلترا على الاستعداد للتدخل واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الاستقرار المالي، وأن البنك قد يقوم بتعديل سياسته النقدية خلال الأسابيع القادمة، إطلع على كافة التصريحات من هنا.

أما بالنسبة إلى الين الياباني،  فقد ارتفع الطلب عليه كعملة ملاذ آمن في ظل اضطراب الأوضاع العالمية ليتراجع زوج الدولار ين  إلى المستوى 98.99 والذي لم يصل له السعر منذ عام 2013، الأمر الذي دفع صناع القرار في اليابان إلى التأكيد على مراقبة تحركات سوق العملات عن كثب وأن استقرار تحركات سوق العملات أمر في غاية الأهمية لدعم النمو الاقتصادي.

 

  • أسواق الذهب:

وبالطبع لجأ المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن مع ارتفاع حالة عدم اليقين والمخاوف المتعلقة بحدوث أزمة عالمية جديدة ليرتفع المعدن الأصفر بنسبة 8%، حيث ارتفع الذهب إلى المستوى 1358.80 دولار للأوقية والذي يمثل أعلى مستوياته منذ مارس 2014. بينما ارتفع الذهب بنسبة 22% مقابل الجنيه الاسترليني لتعتبر تلك النسبة الأكبر منذ الأزمة العالمية بعام 2008.

 

  • أسواق النفط:

وفي وسط حالة عدم اليقين تراجعت أسعار النفط أكثر من نسبة 6% ليتراجع مرة أخرى إلى المستوى 46.60 دولار للبرميل. فبعدما ارتفعت التوقعات بتعافي أسواق النفط عقب استقرارها أعلى المستوى 50.00 دولار للبرميل، جاء الاستفتاء البريطاني ليُثقل على الأسعار مرة أخرى وسط زيادة المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو العالمي وبالطبع تراجع معدلات الطلب مرة أخرى.

 

في النهاية وبالنظر إلى الخسائر التي تكبدتها الأسواق في ظل ارتفاع حالة عدم اليقين وغموض التطلعات خلال الفترة المقبلة، تزداد التوقعات بحدوث أزمة عالمية جديدة خاصة في حالة استمرار تقلبات الأسواق العالمية، ولكن يرى البعض أنه من المبكر التطرق إلى هذا الاحتمال خاصة وأن الأوضاع مازالت غامضة، حيث يعتمد هذا الأمر على قرارات التي سيتخذها صناع القرار الفترة القادمة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image