ثلاثة أسباب تدعم استمرار تراجع الين أمام الدولار الأمريكي

سجل الزوج الدولار ين صعودًا بما يقرب من 600 نقطة هذا الشهر كما ارتفع الاسترليني ين بما يقرب من 1000 نقطة مما دفع توقعات الأسواق بأن ارتفاع الين المستمر قد شارف على الانتهاء وأن الحركة الحالية ما هي إلا بداية لاتجاه صاعد جديد لأزواج الين، سواء كانت هذه التوقعات صحيحة أم لا إلا أن هناك ثلاثة أسباب تدعم تراجع الين الياباني خلال هذه الفترة كالتالي:

تأجيل قرار رفع ضريبة المبيعات

كانت أنباء قيام رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بتأجيل قرار رفع ضريبة المبيعات إلى أكتوبر 2019 العامل الرئيسي وراء تزايد العروض البيعية على الين، وقد يتوارد إلى ذهنك أن هذا القرار سوف يشجع المستهلكين على اإلإنفاق ودعم النمو الاقتصادي في الوهلة الأولى إلا أن تأجيل قرار رفع ضريبة المبيعات سوف يساعد على تفاقم عجز الموزانة الذي تحملها على الحكومة الحالية على عاتقها فهي لا تزال تبحث عن وسائل تمكنها من خفض هذا العجز في الوقت الذي يتباطأ فيه النمو الاقتصادي في اليابان دون الإضرار بإنفاق المستهلكين.

عودة طلبات شراء الدولار مع تزايد توقعات رفع الفائدة الأمريكية

استعاد الدولار الأمريكي قوته مدعومًا بتصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي وعلى رأسهم جانيت يلين التي أحيت توقعات رفع الفائدة في وقت قريب، فعلى مدار الشهر الجاري كان أداء الدولار مميزًا أمام معظم العملات الرئيسية خاصة عقب تحسن أغلب البيانات الاقتصادية التي ساعدت على استقرار شهية مخاطرة المستثمرين التي سحبت الدعم من تحت أقدام الين مؤخرًا ممهدة الطريق أمام الدولار ين لمستويات أكثر ارتفاعًا. 

شهية المخاطر تعود للأسواق

أدى ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها هذا العام قرابة المستوى 50 دولار للبرميل إلى تلاشي مخاوف انهيار أسعار السلع مرة أخرى بل وقد توقع البعض أن المستويات المنخفضة التي شهدنها من قبل هي مجرد قاع لبداية اتجاه صاعد أو حتى موجة من الاستقرار.

ومن ناحية أخرى، سجل مؤشر نيكاي 225 ارتفاعًا مدعومًا بتحسن مبيعات التجزئة وإنفاق الأسر اليابانية، الأمر الذي سوف يجعل متداولي الأسهم الأسيوية يفضلون الأصول مرتفعة العائد وعالية المخاطرة مما سوف يؤدي بدوره إلى التخلي عن الين.

وبالنظر إلى العوامل السابقة، من المتوقع أن يستمر الين في التراجع خلال الأسابيع المقبلة والعامل الوحيد الذي يعكس وجهة النظرة هذه هي عزوف الأسواق عن المخاطر فعادة ما يستفيد الين من تلك الأوضاع كالتي شهدناها بمطلع العام الجاري ومن أهم العوامل التي سوف تؤثر على شهية مخاطر الأسواق:

• مؤشرات مدراء المشتريات الصينية المقرر صدورها فجر يوم الأربعاء
• بيانات التوظيف الأمريكية
• توقعات رفع الفائدة الأمريكية

ومن الناحية الفنية، نلاحظ أن الدولار ين قد كسر خط الاتجاه الهابط على الإطار الزمني اليومي مما يدعم المزيد من الارتفاع إلى مستويات 112.00 خاصة في حال إيجابية بيانات التوظيف الأمريكية. أما على الجانب الهابط، قد يقوم الزوج الدولار ين باعادة اختبار خط الاتجاه الهابط المكسور قرابة نطاق المستوى 110.00 قبل اسئتناف الصعود.

تقارير متعلقة:

• هل تدفع بيانات التضخم بنك اليابان للقيام بالمزيد من التحفيز النقدي؟

• يلين تمهد لرفع الفائدة خلال الشهور المقبلة و الأسواق في ترقب حذر

• هل ستنجح الفائدة السلبية، أخر محاولات البنوك المركزية البائسة، في تحفيز النمو؟