profile photo

" حبال المصالح الدوليه مجدولة من خيوط متينه لا يسهل قطعها " ... بعين تلك العباره البراجماتيه تتشكل كافة العلاقات بين القوى المؤثره فى العالم ، و ادل برهان على ذلك هو اختيار الرئيس الامريكى دونالد ترامب للمملكه العربيه السعوديه لتكون اول محطات زياراته الخارجيه بعد اربعة شهور رسميه من جس النبض و اعادة الفهم للأوضاع العالميه ... و يبدو ان ترامب الرئيس يتحلل مؤقتا من عباءة ترامب المرشح لأجل غاية تنفيذ برنامجه الاقتصادى الرئاسى الذى يحتاج الى وسائل تمويل هائله تقدر بتريليون دولار يعتمد فى توفير 80 % منها  على جذب الاستثمارات العالميه للداخل الامريكى ، و هو الامر الذى استدعى ترميم سريع للعلاقات السعوديه الامريكيه و الوصول الى نتيجة هامه ببدء زيارة ترامب للسعوديه فى 19 مايو الجارى نستعرضها من خلال زاويتين كما يلى :-

اولا ..." الشراكه النديه بين المملكه و الولايات المتحده " ... يظل شهر مارس قاسما مشتركا بين مشهدين كبيرين متناقضين فى العلاقات السعوديه الامريكيه ، ففى مارس 2016 هدد وزير الخارجيه السعودى عادل الجبير ببيع اصول سعوديه لدى الولايات المتحده تزيد عن 750 مليار دولار على خلفية السعى لأقرار قانون جاستا ، و رغم الصعوبات الفنيه لتنفيذ هذا التهديد الا انه اظهر بعضا من ادوات القوه السياسيه و الاقتصاديه للمملكه لحماية مصالحها ... و ربما تتوقف خطوة طرح ارامكو 2018 فى البورصه الامريكيه على تجميد العمل بقانون جاستا و البحث عن صيغه مرضيه للطرفين ...

اما فى مارس 2017 حيث زيارة ولى ولى العهد الامير محمد بن سلمان لترامب ، طفت على السطح وعودا استثماريه سعوديه بضخ نحو 200 مليار دولار جديده فى الاقتصاد الامريكى تضيف نحو مليون وظيفه مباشره لسوق العمل الامريكى  خلال اربع سنوات مقبله ، و هو ما يمثل تمويلا جيدا بنحو 20 % لبرنامج ترامب فى مجالى الصحه و البنى التحتيه الذى اعتبرهما وزير الطاقه السعودى خالد الفالح استثمارا امنا و منخفض المخاطر لتوسيع المحفظه الاستماريه للمملكه ...

اذن التحول المهم الذى حدث خلال عام من تهديد بالانسحاب الى توسع اقتصادى ، يؤكد تكوين صورة جديده فى العلاقات الاقتصاديه بين البلدين يتقدم فيها دور الاستثمار السعودى المباشر فى الولايات المتحده على حساب تراجع دور تصدير النفط السعودى الذى يقدر بحوالى 385 مليون برميل سنويا الى الولايات المتحده  ...

ثانيا ..." زيارات الرسائل الموجهه " ... يبدو ان ترامب يريد تغليف اجندته السياسيه اليمينيه بمحتوى عاطفى دينى لتقليل مقاومة الاخرين له و يتضح ذلك من اختيار الدول ذات الدلالات الدينيه محل الزياره التى تشمل السعوديه و اسرائيل و الفاتيكان ... بالاضافة لمحاولة استعادة و ملىء الفراغات السياسيه و الاقتصاديه الناشئه من عهد اوباما ... و ربما زيارة ترامب للسعوديه هى الاهم حيث الحشد العربى و الخليجى و الاسلامى ، فمن الناحيه الاقتصاديه تأتى القمه الاسلاميه الامريكيه المقرر عقدها بعد انعقاد منتدى الحزام و الطريق الذى تتزعمه الصين ... و كلاهما يتنافسان للترويج لأسواقهما و العمل على جذب الاستثمارات المباشره ...

اما من الناحيه السياسيه ، فيبدو ان الوعد الانتخابى الوحيد الذى لم يتراجع ترامب عنه هو موقفه المعادى لأيران التى تعد " الهدف المناسب " لترضية الحلفاء و التفاوض معهم لتحسين شروط الدفاع المشترك ... و حالة مثل لترهيب الاعداء بأعادة فرض العقوبات و التهديد العسكرى ... و ربما تزامن موعد الزياره مع موعد انعقاد الانتخابات الرئاسيه فى ايران يحمل تجاهلا لشخصية الرئيس الايرانى  القادم ايا كان و زيادة حدة التصعيد بين ايران و الولايات المتحده فى المستقبل القريب ...

الندوات و الدورات القادمة

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

أفضل المؤشرات الفنية فى التداول

  • الاثنين 29 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

السلوك السعرى وأسرار الشموع اليابانية

  • الاثنين 06 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تداول العملات باستخدام الدايفرجنس وأنواعه مع استراتيجية قوية

  • الاثنين 20 مايو 10:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image