profile photo

 " انني القي بنفسي وسط المآزق ، ثم أفكر بعد ذلك في ايجاد الحلول " ! ... يبدو ان تلك العباره التى قالها فى الماضى نابليون بونابرت  يفعلها فى الحاضر الرئيس الامريكى دونالد ترامب الذى يلتقى فى السابع من ابريل الجارى الرئيس الصينى شى جين بينج وسط تحول علنى بطيىء من التصريحات الناريه الى التصريحات التحذيريه التى يطلقها ترامب ضد الصين منافسه الاقتصادى الاول ، لتطفو على السطح حقائق عامه ذات دلالات هامه نستعرضها فى النقاط التاليه :-

1 - قطع ترامب الطريق امام مفردات الدبلوماسيه السياسيه التى تترقب اللقاء حين اشار الخميس الماضى انه يتوقع " لقاء صعب جدا " مع نظيره الصينى ليعيد الاشاره ضمنا الى قائمة الاتهامات الامريكيه للصين  بأنها اكبر ضارب للاقتصاد الامريكى من خلال تلاعبها بالتخفيضات المتتاليه لقيمة اليوان امام الدولار ... و هو ما ردت عليه الصين بأنها انفقت نحو 320 مليار دولار من احتياطياتها خلال 2016 لدعم اليوان  للمحافظه على استقراره و بالتالى استمرار قوة الصادرات الصينيه ... و يبدو ان ترامب لم يقتنع ليذهب لأبعد من ذلك بأتهامه للصين بخسارة اكثر من 60 الف مصنع امريكى بعد انضمامها  لمنظمة التجاره العالميه ... و هو ما قابلته الصين ايضا بلغة الارقام بأنها اضافت نحو 2.6 مليون وظيفه للولايات المتحده بنهايه 2015 ... ليختتم ترامب انتقاداته للصين بالبحث فى السبب الحقيقي و هو زيادة العجز التجارى الامريكى مع الصين الذى يصل الى 347 مليار دولار من اجمالى عجز 502 مليار دولار يعانى منه الميزان التجارى الامريكى .... و هو الامر الذى قابلته الصين هذه المره بأبتسامة و صمت كبيرين ...

2- سارع ترامب لأمتلاك مفاتيح الضغط السياسيه ضد الصين حين هاتف رئيسة تايوان لمدة عشر دقائق فور توليه منصبه و هو ما يعد اخلالا خطيرا بمبدأ الصين الواحده الذى تعتمده الولايات المتحده فى تعاملها حيث لا اعتراف كامل بأستقلال تايوان عن الصين ... و هو الامر الذى انتقدته بشده الاداره الصينيه التى تلقت تأكيدا بألتزام ترامب بمبدأ الصين الواحده ... غير ان هذا الالتزام بدا يتبخر بسعى ترامب الى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى بالمعهد الامريكى بتايوان ليفتح الباب للمزيد من التعاون الاقتصادى و العسكرى  الامريكى مع تايوان حتى يرغم الصين على حفنه من التنازلات الاقتصاديه ...

3 - تفضل الاداره الامريكيه ان تبقى السياسه الصينيه على حيادها الملحوظ و ان يظل الاقتصاد الصينى فى حاله  " طفو "  ... لا تراجع كبير و لا تقدم اكثر مما هو حاصل  ... و ذلك لما يمثله نمو الصين نحو 33% من اجمالى النمو الاقتصادى العالمى و هو حجم مؤثر و مهم يتيح استمرار تدفق نحو 2 تريليون دولار من الصين للاستثمار فى القطاع العقارى الامريكى ... كما يحافظ على صدارة الصين على حيازة السندات الامريكيه رغم البيوع الاخيره التى قامت بها الصين للضغط على الاقتصاد الامريكى من جانب و لتدعيم الاقتصاد الصينى من جانب اخر ، و ذلك بالسعى لمضاعفة الاحتياطيات الى نحو 6 تريليون دولار بحلول 2030  ...

4 - تبقى اسعار النفط هى الضحيه المناسبه التى تجسد حالات الشد و الجذب بين الولايات المتحده و الصين اكبر مستهلكين للطاقه فى العالم ... فنسبه الضرائب الامريكيه المقترحه على الواردات الصينيه الى امريكا سوف تمثل ضغطا سعريا جديدا على النفط ... بالاضافه لضغط النفط الصخرى الامريكى الذى يستعيد نشاطه بمرور الوقت ... فتراجع الخام مجددا الى مستوى 42 دولار للبرميل يبدو منطقيا رغم جهود اوبك التى لم تسعر بجديه المتغيرات الجاريه ...

اخيرا ...علي الاسماك الدوليه الاقل حجما ان تراقب بحذر لقاء جس النبض المنتظر للاسماك الكبيره الذى سيلقى مؤكدا بظلاله الكثيفه على المؤشرات العالميه التى تراهن حتى الان على توازن القوى الكبرى رغم المآزق الامريكى و القلق الصينى .

الندوات و الدورات القادمة

أ. وائل مكارم
أ. وائل مكارم

أساسيات واستراتيجيات تداول الذهب XAUUSD

  • الاثنين 15 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

استراتيجية القناص ونظام مضاعفة رأس المال

  • الخميس 18 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تعلم التحليل الأساسي وتأثيره على العملات

  • الاثنين 22 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image